أقلام حرة

دعواتنا للباري الكريم ... شافي "غسان المانع" / زيد الحلي

.. وقد، تداعى أصدقاء وزملاء ومحبي " المانع " لمعرفة صحة الخبر، حتى تيقنوا من حقيقته .. لكنهم على ثقة بتجاوزه لحالته المرضية .

أصدقاء الإعلامي الكبير، صدمهم الخبر: من دمشق يهاتف قلقاً الصديق سعدون الجنابي ومن عمان كان صوت الأستاذ  "مؤيد البدري " يصل متهدجاً، لا يقوى على التصديق وهو الذي كان قبل أيام بهاتف صديقه  "المانع " بحديث امتزج بالضحكات والأمل.. ومن دبي ينشغل الصديق الوفي الرائع " وفاء الصفار " بدأب مشوب بالقلق في اتصالات بينه وبين "العبد لله " والصديق شامل سرسم، يعمم الخبر ويعدوه الامل بمساندة من بيده الأمر لتجاوز محنة غسان المانع ....  ليصل الخبرامس لصديق الإعلاميين " ليث الكبيسي"  الذي استقربه المقام  مرغماً في تكساس بأميركا ..وتتزاحم الأسماء وتتصادم الرؤى ويضرب بعضهم الكف بالكف ... هل ينتصر المرض اللعين على إرادة " غسان المانع " القوية ... جميعنا يراهن على ان المرض سينهار لا محال بشكيمة وعزيمة وإيمان الصديق " المانع " وبدعوات المحبين وهم كثر وبدعوات السيدة "ام رنا " حرمه ورفيقة دربه وأسرته الكريمة .

و" المانع " هو احد أعمدة الإعلام العراقي المرئي... وتسنم رئاسة "مديرية الإخبار والبرامج السياسية " في تلفزيون العراق اواسط سبعينيات القرن المنصرم لفترة طويلة، قبل ان يتسلمها من بعده المبدع المثابر (وفاء الصفار) وقد عرف بمتابعاته للحقائب الإخبارية التي كانت تأتي من مختلف وكالات الإنباء العالمية  عبر الأقمار الاصطناعية، فكانت تلك الحقائب الجديدة علينا في حينها، تغذي كل البرامج أولا بأول .. وبات تلفزيون العراق يسابق تلفزيونات المنطقة في سرعة البث وفي سرعة التغطية الإخبارية  .. في حين يتذكر العاملون ان التلفزيون كان قبل ذلك يقدم الأفلام الإخبارية بعد حدوثها بأيام..!!

ولن أنسى يوم كنا نغطي سوية، مؤتمر القمة العربية العاشرة  بعمان عام 1980   كيف نقل تلفزيون العراق، خبر وصول الوفد العراقي بالصوت والصورة قبل ان يبثها التلفزيون الأردني، وكادت تحدث أزمة سياسية لولا حنكة المعنيين في الحكومة الأردنية  .. وعندما سألناه مستغربين كيف فعل ذلك، أجاب انه اتفق خارج السياقات المعروفة مع إحدى وكالات الإنباء الأجنبية التي تربطه بها علاقة جيدة، على تحقيق ذلك من خلال بث مباشر الى المرسلات العراقية، وحصل على ثناء الإعلاميين العرب وحسد الكسالى من البعثات الإعلامية العربية  ..ولابد للمشاهدين في العراق في أعوام ثمانينات القرن المنصرم، يتذكرون المسلسل التلفزيوني الأجنبي الكبير الذي حظي بمشاهدة لم ينله مسلسل  أجنبي أخر حتى اللحظة  وأعني به " حافات المياه ". ... انه من ترجمة  "غسان المانع "  .. كما برع في قراءته لنشرة الأخبار باللغة الانكليزية بطريقة هي اقرب الى نشرات الإخبار الراقية في التلفزيونات الأجنبية ... وأعد وقدم أول برنامج تلفزيوني حي يتحدث عن مشاكل الناس، وكان هذا البرنامج يبث عبر حافلات النقل المباشر (SNG)  قبل ان تشيع مثل هذه البرامج على شاشات الفضائيات في الوقت الراهن....... وعندما تسلم إدارة إذاعة ( FM ) الرسمية حوّلها الى إذاعة شبابية بامتياز ...وكان محباً للصحافة، وكثيراً ما نشر له العبد لله مقالات سياسية، كما تم اختياره ليكون عضوا في مجلس نقابة الصحفيين في دورة العام 1980، وهو ابن الوجيه المرحوم " محمد عبد العزيز المانع " المحامي البصري ورئيس تحرير لعدد من الصحف البصرية ..

لقد كنا مجموعة من الأصدقاء والزملاء لا نفترق عمودها العزيز "المانع"  إستمرت علاقاتها لسنين طوال.. وباتت اجتماعاتنا الأسبوعية كل يوم سبت علامة في وسطنا الإعلامي، وقد تمثلت تلك المجموعة بالاساتذة : مؤيد البدري وفيصل الياسري ووفاء الصفار وغسان المانع والمذيعان رشدي عبد الصاحب ومقداد مراد وليث الكبيسى وشاكر حامد وفيصل جواد كاظم والعبد لله كاتب هذه السطور وغيرهم ممن لايتسع المجال لذكرهم رغم محبتهم المتأصلة فيّ .     

 ان عطاء صديق عمري وزميل مشواري غسان المانع استمر في تصاعد حتى استقر به المقام في قناة " الجزيرة " وكان أمينا على عمله وكلنا ثققة بمؤازرة " الجزيرة " لأبنها المانع ...

ان هذا الاستقرار لم يمنع انسياب دموعه عند حديثه المتواصل معي عن العراق وأحبابه الذين توسدوا شتات ارض غير أرضهم وشربوا ماءا، غير ماء دجلة والفرات وتفرقت أوقات منامهم بتفرق اقطار الغربة ...  فصباحي غير صباحهم ومسائي غير مسائهم وليلهم غير ليلي ولله في خلقه شؤون !!!

ان ادارة " الجزيرة " كما نعهدها لن تقف ازاء محنة " المانع " سوى بمزيد من الدعم والاسناد، ليعود غسان المانع الى عائلته وعالمه بقوة وحماسة وعطاء ... ادعوا معي الجليل العزيز ان يشمل الصديق المانع  ببركاته ورحمته ... انه سميع الدعاء

قلوبنا معك ابا رنا .. وستعود لأصدقائك مثلما كنت ... انها ( مزّنة ) صيف وتتعدى .. أصبر كما صبر العراق ... اليس الامل هو مرتجانا ؟

[email protected]   

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1528 الاثنين 27/09/2010)

 

 

في المثقف اليوم