أقلام حرة

نطالب ساستنا بإلغاء وحدات قياس الزمن!!!! / حميد الحريزي

 فللثواني وأجزاءها أهمية كبرى لنجاح أو فشل مهام كونية كبرى سواء من اجل البناء أو الخراب لا يبدو إننا نأتي بجديد ولا غريب في مقدمتنا المملة هذه ربما تجعل القارئ الكريم يغض النظر عن قراءتها فيختار موضوعا آخر يمده بمعلومة جديدة أو خبر جديد أو يفسر له امراً غامضا من أمور حياته أليوميه ومجريات الإحداث والتطورات في بلده أو في العالم ولو فعل ذلك فلا لوم عليه فالوقت ثمين ومجريات الحياة تسير سراعا في كافة المجالات..... ولكن ما عسانا نقول لعشرات السياسيين من الكتل والأحزاب والكيانات وهم ينطون علينا عبر شاشات التلفزيونات وهو يتراشقون بالأقوال والأمثال دون أن نصل إلى أية نتيجة

وقد نشاهدهم في القناة الأخرى في نفس اليوم أو اليوم الثاني لنسمع نفس الحديث ، والأمر الأكثر إزعاجا وإثارة للأعصاب حقا إن هناك وجوها معينة تتصدر هذه الحوارات والنقاشات والمشادان بينما لا نرى ولا نسمع العشرات من أعضاء قيادية في هذه الأحزاب والحركات والكيانات مما يجعلنا نظن إنها أيدي خفية تحرك خطيبها ومفوهها من وراء الكواليس فتجعل منه مكرر القول والحركة والحجة لا تفهم لحديثه أولا ولا آخرا ، يجهد نفسه ويشد أعصابه ويعلو خطابه للي رقبة الحقائق والشواهد والأدلة والقوانين كي تصب في مصلحة حزبه دون يراعي للمتلقي المواطن المصاب بالضغط والسكر واحتقان الشرايين وضعف البصر وقد ابتلاه الله بقوة البصيرة والفطنة في فهم وإدراك الحق من الباطل وتشخيص الصادق من الكاذب مما يجعله مشدود الأعصاب لما يسمع من مهازل الحديث وسفسطة النقاش الغير منتج، ومن ابسط ما يثير أعصاب العراقيين هو وعود ألهؤلاء بإعطاء الوعود بالأرقام بالأسبوع واليوم والساعة ولكنها تمر ويمر غيرها ولا يخجل ليظهر ثانية ليحدد وقتا جديدا لحسم الأمر وسيزف البشرى للشعب المنتظر ، وكأنه نسى وأنسى الناس وعده القريب وكذبه العجيب إن لم نقل لثماني سنوات مضت فعلى مدى هذه السبعة أشهر الماضية منذ الانتخابات في 7-3-2010 ولحين التاريخ..........

من اجل هذا وحرصا على سلامة المواطن العراقي الصحية والعقلية وللحد من انتشار الإمراض المزمنة الناتجة عن هزل وفشل العملية السياسية الجارية؟، ومنها السكر، وقرحة المعدة والاثنى عشري، والضغط ، وانتفاخ القولون ، وتصلب الشرايين والاختلال في البنى العصبية وعطبها ، نطالب الحكومة والسادة أعضاء البرلمان أن يصدروا تشريعا بإلغاء الوحدات الزمنية في العراق فلا سنة ولا شهر ولا يوم ولا ساعة ولا أجزاءها ... لندخل في هيولي وعماء لا فرق بين اليوم والأمس ولا بين آذار وتشرين ولا بين 2003 و 2010 وفي هذا الأمر فائدة كبرى للشعب وللبرلمان فلا يبقى معنى لجلسة مفتوحة ولا لجلسة مغلقة ولا لوعد ولا وعيد ولجم من يعترض على تقاعد النواب المخالف لقانون الخدمة والتقاعد فلا معنى ل(15) عام ولا لخمسة أشهر ولا معنى لغياب من الجلسات ولا معنى لحساب النفقات بغض النظر عن الزمن وإزعاجاته فلا معنى لمحاسبة مسئول على إنفاق كذا مليار بشهر واحد في حين هي مخصصة ل (12) شهر حيث تلغى كل الوعود والحدود وتكسر القيود .

 ونحن إذ نقدم لهم هذه الخدمة الكبرى وهذا الاكتشاف العظيم لا نريد منهم جزاءأً ولا شكورا وإنما حرصنا منا على سلامتنا وسلامة أحبائنا من الإمراض والانقراض.

 

حميد الحريزي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1531 الخميس 30/09/2010)

 

في المثقف اليوم