أقلام حرة

سيارات الدفع الخماسي / خالد محمد الجنابي

غير أن ألأمر لم يعد حكرا على تلك الشركات بعد ان تم ابتكار سيارات الدفع الخماسي في العراق حصريا في سابقة لم تعرفها الدول التي تدَعي انها وصلت مراحل متقدمة في مجال التكنولوجيا، لقد نفذت سيارت الدفع الخماسي العراقية الابتكار كل ماهو مناط بها على أتم وجه وحازت على عدة شهادات تقديرية من جهات عالمية غير موجودة على خارطة العالم، لمن لايعرف هذه السيارات أقول، إنها سيارات دوائر الدولة وهي بالأساس سيارات دفع رباعي أغلبها مخصص لنقل المسؤولين وبما ان حماية المسؤولين في العراق يعتبرون انفسهم أرقى من البشر فلقد قاموا بإضافة قوة خامسة لها لتصبح دفع خماسي تلك القوة تتمثل في إطلاق العيارات النارية في الهواء ومرات محاولة للتصويب المباشر، علاوة على اطلاق أبواق وصفارات التنبيه بشكل غير مسبوق مطلقا على مدى تاريخ الدولة العراقية، إضافة الى رمي قناني المياه المعدنية على الزجاجة الامامية لسيارات المواطنين لغرض ايقافهم على جانب الطريق وطبعا كسرت اكثر من زجاجة امامية بوجه سائقي المركبات وعند تسجيل شكوى ضد السيارة التي صدر منها التصرف المذكور تكون اجابة اعلام تلك الدائرة بأن الشكوى غير صحيحة وان السيارة المذكورة لن تخرج الى الواجب في الوقت الفلاني ... الخ ... من التبريرات الكاذبة، ناهيك عن الكلمات البذيئة التي يسمعها السائق الذي يتأخر في إفساح المجال لتلك السيارات لأي سبب كان، طبعا معظم مستقلي سيارات الدفع الخماسي من الحمايات المذكورة لايعيرون أي أهمية لكرامة المواطن وأبسط عمل يقومون به هو إهانة المواطن واطلاق الشتائم ضده، وضربه أمام الناس إذا تفوه بكلمة واحدة، طبعا كل تلك ألأمور تندرج تحت أخلاقيات الديمقراطية ألأميركية الحديثة الصنع .

ومن الجدير بالذكر إن سيارات الدفع الخماسي لاتمتثل لتعليمات وانظمة المرور وتضرب عرض الحائط كل قواعد السير الآمن، وغالبا ماتتسبب بحوادث مؤسفة، نتيجة السرعة الجنونية أو السير بعكس الاتجاه الصحيح .

مثلما ذكرت فأن تلك السيارات تعود الى مسؤولي الدولة وبدرجات مختلفة لاتقل عن درجة مدير عام أي درجات رفيعة جدا، فإذا كان المسؤول بهكذا درجة يسمح لمرافقيه وحمايته بمثل تلك التصرفات، فكيف الحال لعامة الناس؟ أو الجهلة، أو الذين يرغبون في أن تستمر هكذا سلبيات كي لاتدور عجلة التقدم الى الامام .

ماهو السبب الذي يقف خلف تلك التصرفات غير اللائقة؟ ماهو رد من بيده سلطة القرار أمام هكذا سلوك مرفوض؟ ماهو موقف دوائر الدولة من المخالفين للقانون ممن يقودون تلك السيارات دون الاكتراث بأية تعليمات وتشريعات مرورية؟ ماهو رد فعل المسؤول لو وضع نفسة دقيقة واحدة في مكان المواطن وتعرض لهكذا حالة؟ هل سيرضى بها ويبحث عن تبرير لها؟ أم سينتفض وتثور ثائرته؟ ويطلب محاسبة كل من خرج عن القانون؟ مجرد أسئلة نعلم أن لاجواب لها لكن حبذا لو أخذتها الجهات ذات العلاقة بنظر الاعتبار من أجل بلد عظيم إسمه العراق، ألف تحية للعراق .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1543 الثلاثاء 12/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم