أقلام حرة

العنف ضد المرأة ألأسباب والنتائج / خالد محمد الجنابي

والتي صارت تتخذ أشكالا متنوعة لاتمت للأنسانية بأية صلة كانت، من تلك ألأمور والظواهر غير الصحيحة وغير المبررة مطلقا، ظاهرة العنف ضد المرأة .

المرأة مخلوق كسائر المخلوقات التي خلقها الله سبحانه وتعالى وأبدع خلقها، والتي أوكل اليها مسألة الحمل الذي يبقي على استمرار النسل والتكاثر بين جنس البشر، لكن في مجتمعنا العربي عموما والعراقي على وجه الخصوص فأن المرأة في نظر عدد غير قليل من الرجال مخلوق هامشي لايستحق الحياة الكريمة، تلك الحالة أصبحت متوارثة تنتقل من ألأب الى ألأبن وهكذا .

هل سأل الرجال الذين يستبيحون كرامة المرأة أنفسهم سؤالا مفاده من الذي أنجبهم ؟ وعندما تكون الاجابة، المرأة هي التي انجبتهم، فماهو موقفهم ؟

ظاهرة العنف ضد المرأة واستمرارها وانتقالها من ألآباء الى ألأبناء، ظاهرة خطيرة جدا واستمراريتها بهذا الشكل المتزايد ستعصف بكل القيم الانسانية والاخلاقية للمجتمع، ماهي قيمة المجتمع الذي تهان فيه المرأة أو أن تضرب لأتفه ألأسباب ؟ وما هو عنوان الرجولة الذي يحمله من يقوم بأهانة وضرب المرأة ؟ وألأيغال في إيذائها جسديا لأجل إشباع رغبة حيوانية جامحة ضد كل مخلوق رقيق لايقوى على الدخول في جولات ملاكمة او مصارعة منزلية ؟

لعل من أهم ألأسباب التي تؤدي الى استفحال هذه الظاهرة المقيتة في شرائح مختلفة من المجتمع هو التربية البيتية الخاطئة، كذلك التمييز بين الاولاد والبنات واعطاء الافضلية الى الاولاد، في بيوت كثيرة يسمح للولد بضرب شقيقته حتى لو كانت اكبر منه سنا كما يسمح له بإهانتها وقت ما يشاء، دون مطالبته بإعطاء تبرير لذلك ويكفي انه خلق ذكر مما يعطيه الحق في أن يتصرف كما يشاء مع شقيقته كونها بنت، هذه الحالة مع الاسف الشديد موجودة في بيوت عديدة وعندما تلجأ البنت المسكينة الى والدها عله ينصفها فأنه يشتمها ويضربها ويقول لها أخوك ولد وله الحق في أن يفعل مايريد، هذا التصرف والسلوك العدواني من شأنه خلق مجتمع غير واع لما ستفرزه تلك التصرفات مستقبلا .

إن ظاهرة العنف ضد المرأة ومباركتها من قبل بعض الرجال من شأنها أن تخلق فتاة ضعيفة من السهل أن تقع فريسة بكل بساطة في مجتمع أوصلها الى الحد الذي من الممكن أن تفترس فيه .

ليتذكر كل رجل مهما بلغ من مناصب ومهما إمتلك من أموال ومهما ومهما ... الخ ... إن التي حملته وأنجبته وأرضعته وسهرت على تربيته ليال طوال هي إمرأة، فهل هذا جزاء الاحسان وهل هكذا يكون رد الدين ؟

لننظر الى العالم المتحضر من خلال سلوكياته ألآدمية التي من خلالها شرع قوانين صارمة لحماية حقوق الحيوانات، بدلا من أن ننظر الى حالات شائبة لاتمت لنا والى ديننا بصلة من الصلات، لننظر الى ماوصل اليه العالم من خلال التصرفات الصحيحة، كي نعمل بالشكل اللائق والصحيح، علينا أن نحترم امهاتنا واخواتنا وزوجاتنا وبناتنا من خلال احترامنا للمرأة التي هي اللبنة الاساسية في بناء مجتمع متحضر يواكب مسيرة العالم المتمدن، لنسارع في ذلك قبل فوات ألأوان، عند ذلك سوف لايجدي الندم نفعا ! لنقف وقفة تأمل نراجع فيها تعاملنا مع المرأة كي نرى سلبياتنا ونعالجها قبل ان ننظر الى ايجابياتنا ونتفاخر بها، والله ولي التوفيق .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1547 السبت 16/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم