أقلام حرة

المبادرة العراقية / هيام السوداني

الذي بات يئن تحت مطرقة الارهـــاـب وسندان نقص الخدمات وازمة الازدحامات الخانقة التي تلف اغلب شوارعنا وكأن هذه السيطرات لا هم لها سوى اذلالـــــ المواطن العراقي فيقومون بغلق الشوارع ويدعون مجال لسيارة واحدة لتمر وعندما تصل للشخص المسؤول عن التفتيش تــجده ممسك بجهاز الموبايل ويتحدث به وجموع الناس المساكين الذاهبين الى عملهم تنتظر ساعات طويلة في الطابور يفتـــــــــــك بهم القلق من التأخير المستمر على دوائرهم التي اصبحت مكان للتندر بالاحاديث الخاصة عن تشكيل الحكومة المرتقبة .

وحسنـــــــاّ فعات تلك المنظمات عندما اعلنت عن تشكيل (المبادرة الوطنية) مجموعة من منظمات المجتمع المدني تقودها منظمات فاعلة في المجتمع المدني لنساء ناشطات لكي تقوم تلك المنظمات بقيادة الاعتصامات والتظاهرات وتدعوا للتظاهر بشـــــكل سلمي وشهريا والدعوة مفتوحة للجميع للتعبير عن رأي المواطن العراقي الذي اصبح ساخطا من الوضع المتأزم ورفضــــه اســـــــلوب اللعب على الذقون من قبل كتل لم تخجل من نفسها في المطالبة بامتيازات ومناصب ولم يحمـــــل اي من تلك الشخوص نفسه للتنازل ولو بجزء بسيط من مطالبه لاجل هذا الشعب الذي ذهب للتصويت ظناّ منه انهم يستحقون تلك المخاطرة وام يعلموا ان الشعب لم يصوت لهـــــم وانما صوت للعراق ورغبة منه في التغيير .

ففي جميع دول العالم المتقدمة والتي تكون فيها الممارسات الديمقراطية حقيقية كالانتخابات وحرية الصحافة وحريـــــــــة التظاهر والاعتصامات السلمية تكون فيها منظمات المجتمع المدني هي المحرك الاساسي لتلك الممارسات والتي تكون قوة ضاغطة باتجاه تغيير الكثير من السياسات والممارسات الخاطئة التي تحدث عي تلك الدول.

لقد مرت اشهر عدة على اعلان النتائج ولم يحدث اي تغيير ولم تشكل حكومة تنهض باعباء المرحلة المقبلة والتي برأيي سوف تكون صعبة جدا لاي شخص يتصدى لتلك المهمة . فالسياسيون لا يستمعون لرأي الشعب ولا الى المبادرات التـــي تقدم لهم ولا الى نصيحة الدول التي يزوروها في جولاتهم المكوكية فااذا الى من ينصاعون لم يبقى الا تدخل الامم المتحدة باعتبار ان العراق تحت البند السابع ولم يخرج من طائلته لحد الان بفضلهم فيوميا نسمع في تصريحاتهم انهم في حال لــم يحصلوا على الموقع كذا سوف ينهار العراق وتزول المكاسب والامتيازات والانجازات التي حققوها وجهة تهدد في حال ام احصـــل على ذلك المنصب لن اكون مسؤول عما سيحدث من اشتعال الحرب الاهلية من جديد، وكأنهم يقولون بصريـــــــح العبارة نحن اللاعبون الاساسيون وليس هناك غيرنا يحرك خيوط اللعبة (ولو العب لو اخرب الملعب) .

لمــاذا ياسادتي تدعون الشعب يأمل بأن يكون الحل خارجي من قبل الامم المتحدة  بالغاء نتائج الانتخابت واعلان حكومة انقـــــاذ وطني لتنقذ هذا الشعب المسكين الذي مل من التضحيات التي كلفته ابناؤه ودياره واجباره على مغادرة وطنه رغبة منـــه بالعيش بأمان وكما قال الامام علي (ع) نعمتان مفقودتان الصحة والامان، لقد اصبحنا اضحوكة امام العالم فلم يحدث فــي اي دولة من الدول التي تجرى فيها الانتخابات ان تأخر اعلان تشكيل الحكومة اكثر من اسبوع والتجربة السودانيـــة مثال حي على ذلك ومثله حدث في افغانستان ولم نسمع اي من تلك المعارك التي تحدث في العراق والاتهامات المتبادلة بين سيــاسيونا المحترمون فلم يحدث ان دولت قضية مثل قضيتنا واخيرا وليس اخرا اوجه نداء على لسان (المبادرة العراقية) التفتوا لشعبكـــــــم وارحمـــــوه عســــــى ان يرحمـــكم الله .

 

بقلم : هيام السوداني

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1547 السبت 16/10/2010)

 

في المثقف اليوم