أقلام حرة

خارج دائرة الشبهات / خالد محمد الجنابي

باستنتاج مفاده أن هناك حالة خطيرة أشبه بأزمة أخلاق عامة يعيشها المجتمع، منها أن المثل العليا لهذه الأخلاق تتساقط وتنهزم أمام شهوة الجشع أو شهوانية المال هذه الامور تجعل جميع الأخلاقيات من صدق، أمانة، إخلاص، تسامح .. الخ ..  تتهاوى وتختفي، وكأن ليس لها وجود، ومن أخطر الحالات السلبية التي ظهرت جرّاء هذه الأزمة الأخلاقية التي عصفت باخلاق البعض هي ظاهرة التسول وشيئا فشيئا بدأت هذه الظاهرة تزداد وبشكل لافت للنظر، حين ما حاولت أن أرسم تصوّر عن أصول هذه الأزمة الأخلاقية من خلال التفكّر حول ماهية جذورها ؟ وكيف أنها انتشرت بشكل رهيب في مجتمعنا الذي  عُرف عنه أنه مستقيم في أخلاقه الى ابعد الحدود  العامة ؟... وجدت أنها تنبع من أصلين، الاول كسب ود ورضا الاخرين من خلال استعطافهم، والثاني الحصول على المال بدون ادنى تعب، مايهمني في هذا الجزء هو الأصل الأول، من وجهة نظري ان قيام المتسول بكسب ود الاخرين ونيل استعطافهم هي غاية خطيرة حيث سيكون المتسول (خارج دائرة الشبهات) لأن الناس يتصورونه مسكين، افواج كبيرة من المتسولين نزلت الى الشارع بشكل سرطاني واخذت لها مواقع ثابتة لااحد يزحزها منها، اريد ان اقول من منا يعلم بالخلفيات الاجتماعية والاخلاقية للمتسولين، من اين سنعلم انهم فقراء حقا أم انهم يريدون الحصول على المال بشكل مستريح، أم انهم يعملون لجهات تخريبية ووفق مفاهيم خاصة اعدت لهذا الغرض، اريد ان اركز على حالة معينة هي العبوات الناسفة التي تنفجر في عاصمتنا الحبيبة بغداد وبقية محافظات عراقنا الغالي وفي اوقات مختلفة، طبعا الانتشار الواسع للأجهزة الامنية وفي مختلف المناطق يجعل من الصعب جدا ان لم يكن من المستحيل زرع عبوة ناسفة، فلماذا لانفكر بالمتسولين الذين كسبوا استعطاف الجميع بما فيهم الاجهزة الامنية، لماذا لانتوقع ان جهة ارهابية معينة جندنهم لهذا الغرض، ان من تهون عليه كرامته ويرضى ان يكون متسولا وهو قادر على ان يعمل فسوف يهون عليه وطنه وابناء وطنه ولايصعب عليه زرع عبوة مقابل ثمن متفق عليه مسبقا، من خلال تجوالي في شوارع بغدادنا العزيزة اشاهد فتيات في اعمار مختلفة تتسول ويصل بها الامر الى ان تعرض جسدها للآخرين من اجل الحصول على ورقة نقدية صغيرة، ان الفتاة التي يهون عليها جسدها وتترك الاخرين يمعنون النظر فيه قبل اعطائها النقود فلا قيمة للوطن لديها امام حفنة من الدولارات قد تعطى لها بعد ان تقوم بزرع عبوة في سوق شعبي مزدحم، بما ان المتسولين خارج دائرة الشبهات، لذا يتوجب علينا جيمعنا كعراقيين ان نضعهم في مركز دائرة الشبهات، وان لاننسى ان عددا كبيرا من العبوات الناسفة انفجرت بالقرب من نقاط السيطرات الامنية وذهب ضحيتها العديد من الشهداء من ابناء اجهزتنا الامنية ولااحد يتمكن من الحركة بحرية قرب السيطرات الامنية غير المتسولين، علينا اجراء مراجعة ومتابعة لكل المتسولين، وبما ان المرحلة معقدة وقدمنا فيها تضحيات غالية فمن حقنا ان نضع جميع المتسولين في دائرة الشبهات وان نبقي اعيننا مفتوحة تجاههم كي لايقع مالايحمد عقباه، وبالتالي سوف لايجدي الندم بشيء، ولتكن دعوانا الى البارىء عز وجل ان يحمي العراق وكل العراقيين من غدر الجبناء، آمين يارب العالمين .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1551 الاربعاء 20/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم