أقلام حرة

من يصنع الكبسولة العراقية؟؟؟ / حميد الحريزي

في مثل هذه الظروف الحرجة والمصيرية تتضح قدرات الأفراد والجماعات وتبرز على الساحة لأخذ زمام المبادرة مستحضرة كل موروثها ليكون معينا مجربا لإيجاد الحلول...

فتبتكر الطرق والوسائل والأساليب وحتى الأدوات من اجل الخلاص والوصول الى شاطئ ألسلامه.

لاشك ان العراق من البلدان التي تعرضت للكثير من الكوارث والأوبئة والغزوات، وضعت أبناء الرافدين تحت ظروف في غاية الصعوبة كادت تحكم على الشعب العراقي بالفناء والاندثار ومن يقرأ التاريخ القديم والحديث للعراق يجد الكثير من هذه الأحداث الذي لم يزل قسما منها في ذاكرة الأجيال الحاضرة.

من هذه الفواجع والكوارث تسلط قوى مستبدة على مقدرات الشعب، ومنها التعرض لغزوات الأقوام المتوحشة الأخرى كالفرس والرومان والتتار والترك والانكليز، وكل من هؤلاء الغزاة ظن انه سيظل خالدا في سيطرته على الشعب العراقي واستباحة وطنه... ولكن الأمر المعروف ان الشعب العراقي استطاع ان يحمي وطنه ويطرد قوى الظلال والاحتلال وضرب ا روع الأمثلة في التضحية والفداء.. من اجل حرية الوطن وسعادة الشعب.... هذه التضحيات والبطولات للأسف الشديد غالبا ما تسرق وتلتف عليها أفاعي كراسي السلطة من المستبدين

والطامحين بالثروة والجاه ... مما يزرع الإحباط والتذمر  بالإضافة الى نشره للجهل والأمية والمرض والخرافة بين صفوف الأغلبية المظلومة والمقهورة من الشعب ... ضيع لاحتلال الأمريكي على الشعب العراقي فرصة التخلص من الديكتاتور كي لا يتمكن أهل العراق من بناء وطنهم ودولتهم الديمقراطية بقواهم الذاتية  وتشكيل حكومة نابعة من رحم الشعب وبإرادته الحرة، لان مثل هذه الحكومة ستكون وطنية خالصة تعيش هم أبناء العراق وتسهر على مصالحهم وخلاصهم من الظلم والفقر، وستكون سياجا صلدا بوجه قوى الاحتلال والاستغلال في الهيمنة على خيرات البلد وثرواته..... وهي (الكبسولة) المخلصة لوطننا وشعبنا من ظلم وقهر وحرمان سنين طوال.

وسط فوضى وفشل القوى المهيمنة على الساحة السياسية العراقية في تشكيل حكومة وطنية ترفض الوصاية والخضوع والتبعية بحكم طبيعتها الطبقية وارتباطها بأجندات خارجية متصارعة وبسبب بنيوي في جوهرها الرافض للآخر والمشبع بثقافة الاستحواذ والانفراد بالسلطة والجاه والمال، كل هذا يتطلب من قوى الشعب الحية من وطنين أحرار ومثقفين وقوى يسار وديمقراطية حقيقية السعي الحثيث المثابر لتوحيد صفوفها وتستحضر تاريخها النضالي المجيد المقاوم لقوى الاستعمار وأذنابه ومريديه الى تصنيع (كبسولة) الإنقاذ الوطني وإخراج الوطن والشعب من دياجير الاحتلال والاستغلال والتخلف والأنانية والفساد، ولتكن كبسولة شيلي مثلا رائعا لإرادة الشعوب والحكام المخلصين المحبين والمضحين من اجل وطنهم وشعبهم.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1551 الاربعاء 20/10/2010)

 

في المثقف اليوم