أقلام حرة

الشيخوخة زائر مرعب وشبح مخيف / خالد مطلك الربيعي

 انها علامات الزائر الغريب والمفروض العتيد فما اقساها وما امرها ولكن الصبر والصمود من اجل مواصلة الحياة هي السلاح البتار لهذا الشبح المخيف والزائر المرعب الغريب فيالها من قساوه ويالها من مراره ويالها من عذاب انقلبت الموازين بكل شى وفي كل شى ولكن علينا بالقضاء على عوالم الياس لان الشباب هرب ولا يعود ونتذكر قول الشاعر ابي العتاهيه

بكيت على الشباب بدمع عيني    فلم يغني البكاء ولا النحيب

 

الشيخوخه الحقيقيه لا علاقه لها بكبرالسن

يتسم المسنون ببعض السمات مثل عدم التحكم في الانفعالات وكثرة البكاء والحنين للماضي ونرى ان ليس كل الكبار في السن هم يعيشون الشيخوخه ومن علامات وصول الانسان الى مرحلة الشيخوخه حدوث التغيرات البايلوجيه والنفسيه فيحدث التدهور في الوظائف العقليه مثل ضعف الذاكره والنسيان وتباطؤ القدرة على الابتكار وضعف القدره على التعلم كما يبدا مظهر الضعف الجنسي وكثرة الامراض وتبدا الخلايا بالهدم وهنالك عوالم اخرى تزيد من هذه العوالم افتقاد شريك الحياة وابتعاد الابناء والاهل والشعور بالغربه والخوف والحاجه للسند ويزداد احساس المسن بذاته كان يتخذ احد الموقفين اما محب لنفسه اوموقف الا مبالاة والتعلق بالماضي حيث يشعر بالنقص الذي عليه حاضره فيعوضه باضافة ماضيه الى حاضره وقد ينتاب المسنون حالات من البكاء والحنين الى احبائهم ممن رحلوا.

وهنالك العناد والتصلب في الراى والشعور بالخوف من الاخرين والشعور بالاضطهاد ونسيان الاصدقاء له ومن الضروريات التي يحتاجها المسن كي يتجنب معاناة الشيخوخه ان تكون له اهتمامات قويه ومتنوعه استقلال اقتصادي علاقات اجتماعيه اعمال مسليه ممتعه ورعايه خاصه من الاهل والدوله وقد اوصى الله سبحانه وتعالى برعاية الاباء عدة مرات في كتابه الكريم ورعاية الاباء سمه لرعاية من يبلغ الكبر قال تعالى: (وقضى ربك الا تعبدوا الا اياه وبالوالدين احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كلاهما فلا تقل لهما اف ولا تنهرهما وقل لهما قولا كريما) وقال تعالى: (واخفض لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب ارحمهما كما ربياني صغيرا)

ومرحلة الشيخوخه لم تحظ بالاهتمام وخاصة في الدول الناميه والرعايه المتكامله للمسنين واجب تمليه القيم الدينيه والاخلاقيه وامر فرضه الاعتراف بما قدموه للمجتمع من خدمات وتعبير عن بعض ما اسهموا به في خدمة بلادهم خلال سنوات عملهم وعطائهم وهنالك حاجة ماسه وملحه لدراسة الاحتياجات المتعدده للمسنين والتي تتطلبها الرعايه المتكامله لهذه الفئه التي شغلت الراى العالمي

 

رفقا بهؤلاء انهم ضحوا بشبابهم من اجل وطنهم وشعبهم وتحملوا ما تحملوا من المصائب والاهوال انهم يجلسون في محطة الانتظار ليركبوا عربة الموت ولا بد ان ياتي دورك لهذا الانتظار وركوب هذه العربه فلماذا لا تشفق على هؤلاء كثير من الحكومات تجهلهم وكثير من الناس يعاملونهم بقسوه ودائرة التقاعد شاهد على ذلك وان رعاية المسنين واجب تمليه القيم الدينيه والاخلاقيه فلا بد من وضع الحلول والقوانين الجاده لرعايه هذه الطبقه وانصافها لان الشباب ذهب ولا يعود (وعلي بن ابي طالب ع ) يقول

ذهب الشباب فما له من عودة    واتى المشيب فاين منه المهرب

ويقول ابن الدهان

فصرت الان منحنيا كاني      افتش في التراب على شبابي

ارحموا هؤلاء لان المثل يقول اذا نمت على الورد في شبابك فسوف تنام على الشوك في كبرك.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1551 الاربعاء 20/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم