أقلام حرة

اذا كانت العطلة الصيفية 3 اشهر يقضيها المرء المترف في التجوال بين اجمل مدن العالم، فانتم تتمتعون بهذه الميزة بالمقلوب، لانكم تتجولون منذ سبعة اشهر على عواصم وحكام لتاخذوا منهم الشرعية، وغالبية هؤلاء الحكام ليس لهم شرعية، لانه قد يكون احدهم ورث العرش او انقلب على ابيه، بينما انتم يا ساستنا منتخبين بثورة الاصابع البنفسجية العراقية الزاهية..

تتجولون وتتوسلون وتعطون الضمانات والتسهيلات الاقتصادية والسياحية والسياسية، وتنسون شعبكم الذي يستحق كل ما تنفقونه من مصاريف لا يعلمها غير الله في جولاتكم المكوكية الدسكفرية التشالنجرية برفقة بطانتكم..

تثقبون طبلات اذاننا بتصريحاتكم النارية من عمان والرياض ودمشق وطهران وانقرة.. وكأنكم مطرودين من بغداد الخاوية الا من مساكينها..

تبحثون عن بركات الجوار وما بعد الجوار، وتغفلون البركة الآذارية الشعبية العراقية..

تشتمون وتهددون وتفضحون وتخوّنون وتتوعدون بعضكم بعض من دول الجوار، ثم تعودوا لتقولوا (نريدها حكومة شراكة وطنية) والاحرى بكم ان تقولوا (نريدها حكومة شراكة اقليمية)..

لا اتذكر ابدا ان اتانا مرشح لدائرة بلدية من دولة مجاورة ليطلب موافقتنا، كما لا اذكر ان مرشحا تركياً او ايرانيا او عربيا، لمنصب مدير عام في وزارة، تجشم عناء السفر لبغداد ليحظى بموافقتكم.. فما بالكم وانتم تزورون مضارب وعشائر وقبائل، ويرسلون (مندوبين) عنهم لاستقبالكم، وكأنكم لا تمثلون شعب تعداده الـ 30 مليون نفر..!؟؟

دعوها تكمل 9 اشهر، تمتعوا بعطلتكم ذات التسعة اشهر، لانها عطلة براتب تام، ونفقات السفر على حساب الشهرستاني..

لقد اشبعتمونا غيظا .. ولكنه ليس غيظ الحكيم..

بل انكم مثل ذاك الذي اراد ان يغيظ زوجته، فخصى نفسه..