أقلام حرة

الصناعة الوطنية بين الواقع والطموح / خالد محمد الجنابي

عاملة تتقاضى اجورها بالعملة المتداولة محلياً مما يعني توفير العملات الصعبة اللازمة للاستيراد مضافاً لذلك تقليص نسبة العاطلين عن العمل .

 في العراق وبعد عقد السبعينيات تم انشاء عدة معامل صناعية ترتبط من حيث العمل وادارة الانتاج بالقطاع الحكومي وقد ساهمت تلك المعامل الى حدّ  ما في رفد الاسواق المحلية بمنتوجاتها وان كان يغلب عليها طابع الكمية لا النوعية لكن وبمرور الوقت بدأت ثقة المواطن تزداد شيئاً فشيئاً بالمنتوج الوطني لا سيما بعض الصناعات الكهربائية التي كانت مزيجا من الصناعة المحلية وتجميع الملحقات التي لا يتم تصنيعها محليا، وما دام الحديث عن الصناعات الكهربائية فان ما يعرف بالسلع المعمرة كانت تغطي حيزا من حاجات السوق المحلي وكانت على درجة جيدة نوعا ما من حيث الجودة .

الشركة العامة للصناعات الكهربائية كانت تطرح انواعا عديدة من منتوجاتها خصوصا في ما يتعلق بالاستخدام المنزلي وعلى سبيل المثال لا الحصر (تلفزيون) القيثارة الذي لاقى رواجا واقبالا كبيرا في حينه كذلك الثلاجة والمجمدة ومكيفات ومبردات الهواء والراديو والمسجل والمكواة الكهربائية الاعتيادية والبخارية اضافة لذلك فان الشركة كانت تغطي حاجة السوق المحلي من مصابيح الانارة وبكافة انواعها تلك الصناعات وغيرها لانشاهدها حاليا في السوق المحلي وان وجدت فانها مستعملة، نعم ان التدمير والتخريب قد طال كل مرافق العمل لكن مثل هذه الشركة يجب ان يكون لها الاولوية في اعادة تاهيلها وتشغيل مصانعها وكوادرها الفنية والتخصصية واستقطاب ايادي عاملة هي احوج ما يكون الى العمل في الظرف الراهن علما ان الصناعات المذكورة اعلاه هي افضل بكثير من منتوجات ملأت السوق المحلي ومن عدة مناشئ خصوصا المستورده من المناشئ الصينية التي تفتقر الى ابسط مقومات الجودة .

وفيما يخص صناعة البطاريات فانها موجودة حاليا في الاسواق مثل بطاريات السيارات والبطاريات الجافة وبمختلف الاحجام لكن نطمح ان تكون هذه الصناعة هي المطلوبة من قبل المواطن من خلال جودتها وكفائتها .

كذلك الحال بالنسبة لاطارات السيارات ايضاً موجودة لدى التجار وبكميات كبيرة لكن ومع الاسف تفتقر للمواصفات التي تؤهلها لدخول المنافسة مع مثيلاتها المستوردة من مناشئ اوروبية وشرق اسيوية .

ولا ناتي بجديد حين نقول ان منتجات معمل تعليب كربلاء كانت تسد جزءا كبيرا من حاجة المواطنين ولمختلف المعلبات، لماذا لا يعود هذا المعمل المهم ذو الطاقة الانتاجية الكبيرة الى سابق عهده خصوصا ان منتجات معمل تعليب كربلاء ومعمل تعليب بلد معروفة من قبل المستهلك وله ثقة عالية بهما .

وكذلك فيما يخص معمل انتاج الدفاتر المدرسية في التاجي فانه كان الرافد الاول لوزارة التربية حين تقوم بتوزيع القرطاسية والدفاتر على الطلبة مع بداية كل عام دراسي ونلاحظ ان الدفاتر الحالية المستوردة اغلبها من اندونيسيا لا تتفوق كثيرا على دفاتر معمل التاجي .

وفي ما يتعلق بالشركة العامة للصناعات الجلدية (جلود) فان منتجاتها كانت على درجة عالية من الجودة وكانت مطلوبة من قبل المستهلك بشكل كبير وان (جلود)  قد حققت في حينها اكتفاءاً ذاتيا من خلال الكميات المنتجة من الاحذية وحقائب السفر والحقائب المدرسية والمعاطف الجلدية عالية الجودة والاناقة، حبذا لو يتم الاهتمام بهذه الشركة واعادتها الى ماكانت عليه دعما للاقتصاد الوطني، وعدم ألأكتفاء بألأنتاج الرمزي المتبع حاليا.

 ولا بد ان نستذكر صناعة المواد الانشائية من خلال معامل تصنيع السمنت العراقي في بغداد والمحافظات حيث كان السمنت العراقي ينافس كافة انواع السمنت المستورد بالاضافة الى معامل تصنيع الطابوق الحكومي المعروف بالطابوق (الجمهوري) وطابوق الثرمسثون العالي الجودة .

اضافة الى تلك الصناعات فان صناعة الزجاج كانت ايضا لها مساحة واسعة في مجال الصناعات الزجاجية وكان معمل الرمادي المعد لهذا الغرض خير دليل على ذلك لكن حاليا اختفت منتجاته من الاسواق .

 ولابد لنا ان نشير الى معمل الصناعات الدوائية في سامراء هذا المعمل لاتزال منتوجاته من الادوية متوفرة في الصيدليات والمذاخر الحكومية والاهلية علما انها افضل من الادوية المستوردة وبشهادات من عدة بلدان من العالم حيث اثبتت التجارب العلمية التي اجريت على الادوية المنتجة في معمل سامراء انها مطابقة للمواصفات العالمية المعمول بها وتتفوق احيانا على بعض المناشئ .

ولم يقتصر انتاج معمل سامراء على ادوية معينة بل شمل كافة الادوية ولكافة الامراض لا سيما المزمنة منها بالاضافة الى تصنيع المستلزمات الطبية ومستلزمات العمليات والضمادات ... الخ ... شئ يستحق الثناء والتقدير لكل من يدعم ويعمل في هذا المعمل .

الحديث طويل ويطول عن الصناعة الوطنية ومعامل عديدة متوقفة عن العمل، معامل بحاجة الى دعم واسناد لكي تكون مؤهلة للعمل والانتاج وقادرة على تلبية حاجات المستهلك لكي تنتقل من مستوى الواقع الحالي الى مستوى الطموح المستقبلي خدمة لبلدنا الغالي الذي يمتلك الكثير من مقومات انجاح هذه الصناعة ولا نبالغ حين نقول ان مصانع عالمية وذات انتشار واسع النطاق تعمل بفضل جهود وعقول عراقية تتنافس عدة دول اوروبية واسيويه لغرض الحصول على عقود عمل معهم .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1556 الاثنين 25/10/2010)

 

 

 

في المثقف اليوم