أقلام حرة

المعلم المتقاعد وتكريم نقابة المعلمين في ذي قار / زيدان حمود

المعلم هو عالم المعرفة الذي تذوقنا من سحر كلامه نور الحياة، وطريق الكلمة الذي سلكناه وعرا ولولا حكمته في قيادنا إليه .

هذا الأب والأم والأستاذ الجليل الذي لا يمكن لأمة من الأمم أن ترتقي لولاه، هو صانع الحياة المتمثلة في الأجيال المتعاقبة  والأجيال تتناسل كما بذور القمح التي أن سقيتها أينعت وان حرمتها من الماء ماتت، والمعلم هو الساقي الأول لكل بذرة من بذور الحياة التي تنهل من علمه ومعرفته للارتقاء والوصول إلى قمة السلم الذي تتعاقب عليه الخطوات لإكمال مسيرة الحياة .

هم أمامنا اليوم وقد أبيضت رؤوسهم بعد أن تجاوزوا الستين وأنحنت قامات بعضهم قليلا، وتحدى القسم الأكبر منهم قسوة الزمان فبانوا بكامل حيويتهم وكأنهم يرفضون أن يبتعدوا عن الدرس أو المدرسة .

معلمات ومدرسات، معلمون ومدرسون أعطوا لأولادهم ومدينتهم وعراقهم من نسغ أرواحهم الكثير .. هم يتجددون في كبريائهم وكلماتهم التي صاغها نيابة عنهم الأستاذ والمربي الفاضل أحمد محمد صالح في عبارات وجمل رائعة تستحق الثناء أن المعلم الذي تستذكره نقابة المعلمين في ذي قار اليوم وهو يودع قاعات الدرس ويفارق حديث المودة المتشعب في خلجات قلبه مع أحبة يشعر لفراقهم بالأسى، ويتمنى لو عادت به السنوات مجددا ليستذكر اللحظات الأولى في دخوله إلى الصف لأول مرة وهو يلمح الدهشة على وجوه الصغار وهم يستقبلون معلمهم الجديد والذي يظل جديدا في أرواحهم وضمائرهم الصافية حتى يتربع على عرش المودة في قلوبهم ليكون لهم أبا ومربيا وأستاذا عبد طرقاتهم بالمعرفة .

هذا الأب والأستاذ تملأ الدموع عينيه من جديد وهم يحتفلون به محاربا قديما أنار الطريق لأجيال متعاقبة تمثلت بالمعلمين والمهندسين والأطباء وكفاءات متميزة أخرى لولا المعلم الأول لما كانوا ولن يكونوا .

شكرا لنقابة المعلمين في ذي قار تكريمها هذا وشكرا لرئيسها الأستاذ حسن علي السعيدي لجهوده المتواضعة التي كانت متميزة وواضحة فعلا .

 

Zydan_98 @yahoo.com

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1558 الاربعاء 27/10/2010)

 

في المثقف اليوم