أقلام حرة

رحماك بول يرحمك الله / حسن الشرع

وذلك لأسباب طبيعية.وكان بول في حوض "الحياة البحرية" في مدينة أوبرهاوزن غربي ألمانيا.وقد ولد في عام 2008 في ويموث في بريطانيا قبل أن ينقل إلى ألمانيا. وقد منحته بعثة أسبانية تمثالا برونزيا، كما حصل على لقب "مواطن فخري" من بلدة كارباينيوشمال شرق أسبانيا.وعبرت إدارة مركز الحياة البحرية "أوبرهاوزن" وفريق عمله عن حزنهما وأساهما، لكنهما أكدا على أن بول "تمتع بحياة جيدة". وكان حوض الأسماك قد حقق أرباحا كبيرة عندما سوق ماركة الأخطبوط بما في ذلك الألبسة وتطبيقات للهواتف الخلوية.

كانت السطور الماضية جزءا من خبر تناقلته بكثافة وكالات الانباء العالمية، لكنني وكاقارني من العراقيين حزين جدا لعدم توافر المزيد من المعلومات عن السيرة الذاتية لبول وجنسيته فهل هو الماني ام بريطاني ام اسباني فذلك ربما حدد ولاءاته وقصدية تنبؤاته فهل كان بول رحمة الله عليه مهنيا وصادقا في تنبؤاته ام اننا سنشهد في الايام القابلة اتهامه بالفساد المالي والاخلاقي فلربما تقاضى رشى ووجبات اضافية وهو في حوضه ورغم ان الخبر يشير الى الموت الطبيعي للمغفور له لكننا نرى انه مات وهو في عز شبابه بل في ريحانة صباه المر الذي يشير بوضوع الى ضلوعه غفر الله ذنبه في اعمال فساد في تكون السبب في نهايته ،توقعت ان اجد العشرات بل ربما المئات من وثائق ويكيليكس وهي تشير الى ضلوع بول وتنسيقه مع رئيس الباراكواى ضد ملكة هولاندا وقبلها ضد السيد مارادونا كما انني استغرب اشد الاستغراب عدم موالاته للجنس الجرماني وهو ياكل من خيرات المانيا حتى اصبح لحم اذرعه منها ترى ماذا سيقول لبسمارك وهيكل ونيتشه وبيتهوفن وشوبرت وغوته وهلموت كوول  وانجيلا ميركل...وهل سيدفع عنه الاتحاد الاوروبي هذه التهمة العراقية .

رحل بول وتركنا في حيص بيص لا حكومة ولا نزاهة ولا برلمان وقد توسلنا اليه ان ينبئنا بمواعيد الانتخابات  ونتائجها لكنه لم يفعل ربما كان بول عارفا وهو العراف بان الجنسية العراقية اذا كرم بها فلن تزيده شيئا ولن يستطيع الانتقال بها من حوضه تحت رعاية اوبرهاوزن عند رغبته في التنزه المائي في دول الجوار الالماني بل ربما سيعد من الارهابيين ان هو عمل بها .

لا تشير الاخبار على كثرتها الى مآل جسد بول الطاهر بعد انتقاله الى جوار ربه ،لو كنت امينا على مقبرة وادي السلام لدعوته اليها قبل ان يموت ولحصلت له على مدفن مناسب فلو وافق لعملت ما بامكاني عمله بغية الحصول له على مدفن مناسب واذا زعل الاخرون فساستعمل كل وجاهاتي وعلاقاتي البائسة للحصول على مدفن مناسب له في مقبرة الكرخ او الشيخ معروف الكرخي او مقبرة الزبير ،فلربما ودجدنا له في مشجراتنا سمكة او سلحفاة تشده الينا بقرابة من نوعا ما عندها سيقتنع نوابنا او وسواهم من اهل حلنا وعقدنا بوجاهة طلبنا واهمية مذهبنا وذلك لن يكون دون ان يتدخل البرلمان الذي لابد انه سيفعلها كما فعلها من قبل وبعد اثرمناقشات جادة ومنتجة في انضمام العراق الى اتفاقية الاوزون .لابد ان بول اهم من كل اوزون الغلاف الجوي  للارض ولابد انه يستحق قبرا دارسا في بلادنا حتى وان لم يوص.

رحل بول وهو العارف والعراف ولم ينبس ببنت شفة عن مصير العملية السياسية في العراق ولا عن تشكيل الحكومة العراقية

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1559 الخميس 28/10/2010)

 

في المثقف اليوم