أقلام حرة

وثائق ويكي ليكس واوراق الكلينيكس / حليم السماوي

السيلة كي توظفها حسب وجهتها الايدلوجية  ومنهم من يتناول الموضوع مجرد خبر صحفي

الا انه من الملاحظ ان بعض هذه الوسائل جند امكانياته الاعلامية وجعل الخبر هو مهمة اساسية يدرس ويحلل ويعقد برامج حوارية واخرى استفتائية والكثير من ذلك حتى يبدوا ان الموضوع اصبح حدث القرن الذي سيؤثر على حياة البشرية ..

نعم ليس من الصحيح ان نقلل من اهمية ما نشر كونه يشكل خرق واضح ل(حقوق الانسان) وخاصة في العراق.

ومن

هنا تأتي مجموعة من الاسئلة بحاجة الى اجابة سنتناول بعضها

اولا ..من هو مدير موقع ويكي ليكس ولماذا ؟؟

ثانيا ..هل حقا ان حقوق الانسان هي غاية هذا الموقع ؟؟

ثالثا ..مامدى تاثير هذه (الوثائق) على الوضع الدولي وبالخصوص الامريكي والعراقي

ولتسليط الضوء ولو بشكل مبسط يتضح لنا

ان مدير موقع ويكي ليكس المدعو جوليان اسانغ الاسترالي الجنسية كما ذكرت ذلك الكثير من وسائل الاعلام هو شخص مثير للريبة حيث ان اول بوادر شهرته بدات حينما تم محاكمته عن قضية ارتباطه بمجموعة هكر اخترقت النظم المعلوماتية الامريكية في اختصاص الفضاء والمخابرات

وهذا بحد ذاته يضع لنا بداية جديدة للبحث في مثل هكذا شخصيات

من المعروف ان وسائل تجنيد المخابرات الامريكية وغيرها من الدول تعتمد اعتمادا رئيسيا على مثل هكذا اشخاص يمتازون بقدرات علمية عالية وجرءة ايضا ولو نظرنا الى عمره سنجد انه من مواليد 1971 وذلك يعني انه قد تم استخدامه من وقت مبكر من حياته وهذا ما يعتمده مبدا التجنيد حيث يتمكن جهاز المخابرات لتحويل تلك القدرات الشخصية لصالح عملياتها وهناك ادلة كثيره على ذلك توضحت من سير مجموعة من عملاء المخابرات وطرق تدريبهم

اما لماذا موقع ويكي ليكس؟

ان عمر هذا الموقع لا يتجاوز الاربع سنوات أي انه تم الاعداد له اثناء الحرب على العراق ولم يكن من المواقع المعروفة او المشهورة وحتى يمكن بعد ذلك انهاءه حينما تنتهي مهمة الجهة الذي استخدمته لانه من المؤكد ان المواقع المشهورة في العالم لايمكنها ان تضحي بسمعتها وما تجنية من ارباح بمجرد نشر مجموعة من الاخبار فيها غايات معروفة ومكشوفه

ثانيا .. يدعي مؤسسوا هذا الموقع ان نشرهم لهذه الوثائق ومن قبلها ما يختص بالحرب في افغانستان انما جاءت لاجل مناصرة الحريات والدفاع عن حقوق الانسان

في الوقت الذي نعلم ان لحقوق الانسان منظمات دولية ترعاها كمنظمة الامم المتحدة وان فيها شخصيات عالمية معروفة لم يكن فيها يوما من الايام اسم (اسانغ) كناشط في في حقوق الانسان ولم يُسمع انه نظم تجمع او شارك بمشروع يخص حقوق الانسان علما ان وضعه المادي يبدو انه جيدوهذا ايضا محل تساؤل هو الاخر حيث ظهرت التحريات انه يتنقل باستمرار بين مجموعة دول ويحيط نفسه بسرية تامة وهذه ايضا من علامات الشخصية المخابراتية

اذن يمكن ان نتكهن ان موضوعة حقوق الانسان هي مبرر ومدخل لغايات اخرى يعلمها اسانغ ومن هم من وراءه

السؤال الثالث ما مدى تاثير هذه المعلومات

في البداية يجب ان نعترف ان توقيت نشر مثل هذه المعلومات لايمكن تبرئته من غايته السياسية وكذلك لاهداف ستراتيجية واسعة في مقدمتها المخابرات الامريكية

يتوهم الذي يعتقد ان امريكا دخلت العراق بقرار سياسي للرئيس جورج بوش ان الحرب على العراق هو واحد من مخططات السياسة الامريكية  الستراتيجيه من فترة لاتقل عن 50عاما أي منذ الحرب الباردة مع الاتحاد السوفيتي السابق ومعسكره الاشتراكي وعليه فان أي عمل سيجري في هذا الفترة هو مجرد تكتيكات تختبرها امريكا منها من ينجح ومنها من يعاني من احباطاتويواجه عراقيل او حتى فشل ولايمكن ان نعتبر ان امريكا فشلت في حربها على العراق وحتى لو بدا ذلك للبعض

امريكا كسياسة وكدولة تحكمها اكثر من مؤسسة وكل هذه المؤسسات محكومة بخطط بعيدة المدى تتقاطع احيانا ولكنها في النتيجة تخضع للسيطرة بشكل تام ويتخذ القرار في حينها وفقا لمعطيات تلك الفترة الزمنية وارتباطها بالمتغيرات الدولية وفي ما يتعلق بمخططاتها هنا او هناك من تلك المنطقة وان منطقة الشرق الاوسط هي من اهم ساحات السياسة الامريكية منذ منتصف القرن العشرون يعني هذا ان المخططات مازالت مرتبطة بتلك الخطط  ستراتيجيا ولا يعني تغير الحكومات في امريكا تغير سياسة الدولة الامريكية وما الحكومة الا واحدة من مؤسسات تلك الدولة الكثيرة والكبيرة

وبالتالي هل يؤثر نشر تلك الوثائق على سياسة امريكا مثلا ؟

الجواب نعم لان الغرض من نشرها هو عبارة عن استبيان من خلاله تحدد السياسة الامريكية تكتيكاتها اؤكد هنا على تكتيكاتها أي ان المخطط الرئيسي يبقى موجود والهدف الرئيسي ايضا انما كل ماتريده امريكا من نشر هذه (الوثائق) كما اسلفت هو دراسات استبيانية لمعرفة ردة الفعل الدولية والشعبية وفي هذه المرحلة يبدوا ان امريكا اطلقت هذه الزوبعة فقط لاستبيان الوضع الشعبي قبل انتخابات النصف في امريكا وقبل تشكيل الحكومة العراقية التي تعتبر امريكا اللاعب الرئيسي فيها ...ولا ننسى ايضا مدى حب امريكا لمعرفة ردود فعل الشارع العربي وكذلك الواقع الرسمي ولهذا كلفت واحدة من اهم قنوات الشارع العربي الذي لاتخفي معاداتها للوضع العراقي الجديد وتأيدها للسياسات الرسمية العربية المتحالفة مع اسرائيل والتي هي غير خافية عن الكثير من الشعوب العربية ولكن مع الاسف حينما ييتخذ هذه القناة بنشر أي خبر يخص الوضع العراقي نرى مدى تاثيره الكبير على الشارع العربي وفي نفس الوقت لايهتم هذا الشارع لما يجري في بلدانهم من سياسات حكوماتهم الا القليل النادر

وبالتالي ما اريد ان اقوله هنا ان هذه الوثائق التي اجتهدت امريكا لتزينها واعطائها الكثير من الاهمية حتى جعلتها تبدو من الاهمية كانها زلزال سيهز امريكا والوضع العراقي وبذلك هيئته للتسويق وخير من يشتري هذا المنتج هو من يعتقد نفسه انه يهتم بنفسه كثيرا فيشتري احسن اوراق التنظيف المعطره وبعد ذلك يجمع بها قاذوراته ويرميها في اقرب مكان للقاذورات

وبذلك ستصبح، وثائق ويكي ليكس كاوراق الكلينكس نهايتها في اقرب مكان للقاذورات بعد ان تنتهي الغاية منها وقريبا ً لانه لايمكن ان تحتفض باوراق قذرة مدة طويلة

 

حليم كريم السماوي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1560 الجمعة 29/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم