أقلام حرة

نفوق الأخطبوط البريطاني المقيم في ألمانيا النازية / خالد محمد الجنابي

ماذا حصل لهذا العالم الذي يتناقل خبر نفوق اخطبوط، الى جهنم وبئس المصير، أي وكالات اخبار وأي وسائل اعلام هذه التي تتنافس للحصول على هكذا خبر، هل هذا هو المستوى الذي وصل اليه الاعلام ؟ انه مستوى اكثر من الوضيع .

ومن ضمن الاخبار التي تناقلتها وسائل الاعلام يوم أمس خبرا جاء فيه ـ وقال عاملون في مركز الحياة المائية في مدينة اوبرهاوزن في غرب المانيا في بيان انهم < صدموا > حين عرفوا بنفوق بول لدى عودتهم الى العمل الثلاثاء، وقال شتيفان بورفول مدير المركز < يبدو انه مات في سلام خلال الليل لأسباب طبيعية، عزاؤنا انه تمتع بحياة جيدة > وقبل المباريات كانت توضع حاويتان بهما طعام وعلى كل منهما علم دولة من الدولتين المتنافستين في المباراة وحين يتجه الاخطبوط الى حاوية منهما يكون هذا اختياره للدولة الفائزة، وبعد انتهاء كأس العالم عرضت حديقة حيوان اسبانية شراء الاخطبوط الذي تكهن بفوز اسبانيا بالكأس لكن المركز الالماني رفض بيعه.وصرح بورفول بأن بول سيوضع في براد (ثلاجة) الى ان يقرر المركز كيف سيخلد ذكرى الاخطبوط الخارق للعادة، وقال بول < قد نقرر ان ندفن بول في أرض المركز ونقيم له مزارا دائما بسيطا > ـ هذا هو الخبر لعن الله الاخطبوط ولعن من يقيم له مزارا من النازيين .

لو عدنا قليلا وتصفحنا تاريخ المانيا النازية لوجدنا العجب العجاب، أين كان الضمير ألألماني النازي في الحرب العالمية الثانية حين استباحت جيوش هتلر اللعين حياة ملايين البشر وسفكت ماسفكت من الدماء البريئة تحقيقا لنزوات هتلر ليس أكثر وأقترفت من الجرائم مايندى لها جبين التاريخ، لماذا لن يستيقظ الضمير النازي في سنوات الحرب العالمية الثانية ويردع هتلر عن افعاله وجرائمه ؟ هل أقامت المانيا النازية متحفا لتخليد ذكرى ضحايا الجزار هتلر ؟ طبعا لا، لكنهم يريدون اقامة مزار بسيط حسب قولهم يخلد ذكرى الاخطبوط، هل يوجد الماني واحد يمتلك ذرة واحدة من الضمير ليتكلم بأنصاف عن ضحايا بلجيكا ولوكسمبورغ وفرنسا وووو والقائمة طويلة وتطول ؟ هل تعلم المانيا النازية بعدد جرائم القتل والاغتصاب التي اقترفتها القوات الالمانية لدى دخولها الاراضي الفرنسية اثناء الحرب العالمية الثانية وكيف عاثت فسادا بقراها الحدودية لحين وصول القوات الاميركية التي طردت القوات الالمانية بعد معارك عنيفة دارت رحاها خلال انزال النورماندي، طبعا معارك انزال النورماندي هي الحسنة الوحيدة التي تسجل للقوات الاميركية عبر التاريخ وقد لاتسجل لهم حسنة أخرى مطلقا .

اللعنة الى الاخطبوط البريطاني المولد والمقيم في المانيا النازية والخزي والعار لكل من يريد اقامة مزار له، هل يعلم مجلس اللاأمن الدولي بهذا ألأمر ؟ واذا كان يعلم بذلك فلماذا لا يردع الدول التي تساهم في عدم استقرار العراق من خلال ارسالهم كافة انواع الاسلحة للمجاميع الارهابية، هل ان الاخطبوط الحقير أفضل من البشر العراقي ؟ بحيث أقيمت له تلك الضجة، العتب الشديد موجه الى وسائل الاعلام العراقية المختلفة التي تناقلت خبر الاخطبوط، هل ننساق خلف تفاهات ألألمان ؟ من هم ألألمان كي نتناقل خبر اخطبوطهم، ألألمان يعتبرون انفسهم افضل من البشر، علينا ان لانعترف بتلك الافضلية المزعومة من قبلهم، ولعنة الله عليهم وعلى اخطبوطهم .

اذا كان الضمير العالمي حي فليصرخ بوجه كل من يريد السوء لشعب العراق وتربته الطاهرة التي تساوي كل ذرة منها أراضي ألمانيا النازية بكاملها .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1560 الجمعة 29/10/2010)

 

 

في المثقف اليوم