أقلام حرة

غمت عين "غسان المانع" الى الأبد .. واحسرتاه / زيد الحلي

في صداقاته وعراقيته وفي عطائه المستمر في المهنة التي احبها حتى افنى النفس من اجلها أثر مرض عضال أكتشفه فجأة، لم ينفع معه العلاج المتأخر، كان ضيفاً خبيثاً في جسده دون ان يدري  ..

ان الاعلاميين العراقيين من اصدقاء "غسان المانع " الذين خبروا آلمعيته وعايشوا همته في العمل الاخباري في تلفزيون العراق منذ منتصف العام 1975 وحتى التحاقه بعمله الثاني في قناة " الجزيرة"  يستذكرون هذا الانسان الذي جعل من عمله داره الاساسية  حيث ترك مسؤولياته العائلية لرفيقة حياته التي كانت،  على قدر المسؤولية، وتفهمت عشق رب اسرتها الى الاعلام .. هذا العالم العجيب الذي اذا ما سكن انساناً، فأنه يسكنه حتى اخر الرمق... كانت سعادة غسان تسبق محياه عندما تعد مديرية " الاخبار والبرامج السياسية " التي كان يرأسها، نشرة اخبار مكتملة البنيان في وقت كان فيه الخبر التلفزيوني المصورعملة نادرة بسبب الظروف المعروفة في ثمانينيات وتسعينيات القرن النصرم، حيث منعت وكالات الانباء العالمية وصول اخبارها المصورة الى العراق، لكن غسان المانع، بذكائه المعروف وعلاقاته الكثيرة كان يسعى الى توفير النزر اليسير من المادة الفلمية عن طريق الحصول على حقائب اخبارية كانت تأتيه عبرمراسلات وتكليفات معارفه في الخطوط الجوية العراقية، قبل ان يتمكن من تأمين مثل تلك الافلام عن طريق الاقمار الاصطناعية، ولا زلت اتذكر كيف ان الصديق  الكبير الاستاذ " مؤيد البدري " يتكلم بصوته الحنون مع الراحلين الصديقين " رشدي عبد الصاحب " و " مقداد مراد "مبشراً اياهما بأن نشرة الاخبار ستكون ملآى بالافلام المصور، فالخبر المصور له نكهة خاصة ومصداقية لدى المشاهدين وكانت تلك البشرة تمتد بصداها الى" شلة " السبت المعروفة في الوسط الاعلامي في العراق والمتكونة من اصدقاء وزملاء عمر طويل، الذين اختاروا مساء يوم السبت من كل اسبوع يوماً للقاء انس وفرح حيث يبدأ الحديث ولا ينتهي عن الاعلام وخباياه..عميد تلك الشلة كان غسان المانع ببشاشته المعروفة وأركانها الاستاذ مؤيد البدري والعبد لله كاتب هذه السطور والاستاذ فيصل الياسري والاستاذ وفاء الصفار والاستاذ شاكر حامد والاستاذ ليث الكبيسي والاستاذ الدكتور احمد عبد المجيد والمرحوم المذيع رشدي عبد الصاحب والمرحوم المذيع مقداد مراد..

 لقد خسر الاعلام العراقي والعربي بفقدان "غسان المانع" علماً بارزاً في الخارطة الاعلامية العراقية ..

وهاهي عين غسان تغمض وهي العين التي كانت يقظة على الدوام

 .. غمت عين غسان المانع.. واحسرتاه 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1563 الأثنين 01 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم