أقلام حرة

دعوة استضافة لملوك ورؤساء وامراء الممالك والجمهوريات والامارات العربية المحترمين

لاصول واعتبارات التعاملات الدبلوماسية والبروتوكولية في وجوب الوصول لهم بواسطة ممثليهم من المسئولين الحكوميين حسب درجاتهم او ممثلي الامة من النواب، فقد قررت ان ارد تحيتكم كمواطن اتشرف بعراقيتي من جدود الجدود.

انا ابن العراق مهد الحضارات ومن اديمه رسمت انامل اجدادي بقصبات الهور تاريخ التاريخ على قراطيس برديه. أنا ابن العراق الذي سنّت بابله على صخوره قوانين البشرية وكانو قبلها غيلانا يأكل بعضها بعضا. أنا ابن البوادي التي نقلت ربابتها حكايات كلكامش الخلود وسحر الاساطير. أنا الجبال الشامخات والجنائن المعلقات وأنا بغداد وهل بعد بغداد لمحدّث حديث؟.

أراقب منذ مدة، تحركات المسئولين واصحاب القرار في الدول المنضوية تحت لواء الجامعة العربية، وتصريحاتهم فيما يتعلق بالشأن العراقي، ومعظمها يحمل تمنيات طيبة "للشعب" العراقي بحلول الامن والتوافق والوئام وسواها من النوايا الطيبة، مع بعض السيناريوهات التي يرونها مناسبة لتحقيق تلك "التمنيات" وكل حسب اجتهاده. لن ادخل في تحليلات سوّدت اقلام المئات من "المحللين" بياضات صفحات الجرائد والمواقع الالكترونية وسواها، بها، هذا يراها ايجابية وذاك يراها عكس ذلك وثلة تلعب على حبال الوسطية، وما تسبب ضياع ابناء قحطان وعدنان سوى كثرة (بل تضخم) اعداد متكلميهم، فهم قوم قل فعلهم وتضخم قولهم.

أشير بهذه المناسبة لدعوة ملك المملكة العربية السعودية للفرقاء السياسيين للاجتماع في المملكة...هذه الدعوة تحمل من بين ما تحمل اعتراف واضح بالتشكيلات السياسية العراقية، وهي رغم عدم حاجتنا لها في العراق، اشارة الى تغير الموقف السعودي بعدما كانت مواقف المسئولين فيها تشير دائما (و معها مواقف بعض الدول المنضوية لخيمة الجامعة العربية) الى تشكيلات الاحتلال والعمالة واللاشرعية وسواها من المصطلحات البالية التي طاشت سهامها. هذا حسن ومحمود لتلك الدول كونها قد توصلت لاستيعاب الحالة العراقية.

بأسمي وانا المواطن العراقي غير البسيط الا على الله الجليل العظيم، ايها السادة ملوك ورؤساء وامراء الممالك والجمهوريات والامارات العربية المحترمين وانتم ترفعون لواء القلق على مصالح الامة العراقية والتخوف من فرقتها والرغبة في جمع الفرقاء العراقيين على طاولة الحوار، ادعوكم للحضور الى منزلي في بغداد، وكل بناء في بغداد منزل عامر. أدعوكم لبغداد علي والحسن والحسين، بغداد الكيلاني وابي حنيفة، بغداد الف ليلة والسندباد، بغداد الجواهري وعبدالله العالم، ليكون في جمعكم خير رسالة لجميع الفرقاء أنكم على مسافة واحدة من الجميع وأن لا صفقات تحت الطاولة ولا تمويلات لهذه الجماعة او تلك، وأن ابناء العرب لبعضهم لا وصاية ولا زعامات تأريخية ولا سواها من شنشنات من مضوا من مدّعي تلك العناوين البائسة.

اخوتي ملوك ورؤساء وامراء الممالك والجمهوريات والامارات العربية المحترمين، لقد تربينا على وجوب عدم اخراج مشكلاتنا وخلافاتنا خطوة واحدة بعد عتبات دورنا، وانتم أولى بتقديم هذه الامثولة العملية على تلك المبادئ، كيما تكون للافعال مصاديقها. أدعوكم ضيوفا، وضيوفا فقط، محترمين مقدّرين وأنتم سادة من يعي كرم ضيافة بغداد والعراق، وأنتم خير من يعرف سماحة قلب بغداد وسماطها الممدود. أدعوكم ضيوفا وأبناء عمومة سنحمل مسمياتها حينئذ شعارا وشوكة في عيون الاخرين.

أخوتي، ليست طريق بغداد بعيدة وما هي الا طائر صفو النوايا وصدقها وسترون انفسكم في منزلي الفاتح صدره لكل حبيب....كونا لي لسانا أكن لكم درعا.

أنتظر منكم موعد الزيارة التي اتمناها قريبة. أخوكم

 

أ.م.د. سلام جمعه المالكي

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1563 الأثنين 01 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم