أقلام حرة

منتجات القطاع الخاص الى أين؟ / خالد محمد الجنابي

 ان الاستيراد مفتوح بشكل كامل وغير مقتصر على انواع معينة من السلع وهذا بحد ذاتة حالة جيدة فبأمكان التاجر ان يستورد ما يريد وفق الضوابط والآليات المعمول بها لكن بين هذا الكم الهائل من السلع المستوردة ضاعت منتجات القطاع الخاص واصبحت في خبر كان والسبب هنا لايعود للتاجر لانه لو وجد ضالته فيما يريد من تلك المنتجات لما قام باستيرادها من خارج القطروانما يعود الى اصحاب المصانع والمعامل ولابد هنا ان نسلط الضوء على بعض الامور بغية الوقوف على طرق معالجتها :

1. عندما الذهاب الى أحد محلات بيع الاواني البلاستيكية او المعدنية المنزلية فاننا نجد اواني بلاستيكية ومعدنية عراقية ومثلها مستوردة لأول وهلة يتبادر الى الذهن ان الاواني العراقية مصنوعة من مواد اولية معادة فنعزف عن شرائها هنا يكمن دور اصحاب المصانع في هذه الصناعات فما دامت مصانعهم تعمل فلماذا لايستخدمون المواد الاولية غيرالمعادة وبالذات في الصناعات البلاستيكية حيث ان الحبيبات الاصلية موجودة في الاسواق المحلية فلماذا لايراعون جانب الجودة ولاندري ما هي الحكمة من توزيع منتوج لاتراعى فيه هذه الجوانب علما ًان صاحب المصنع اذا قام بطرح منتوج بمواد اولية جيدة وبمواصفات مطابقة لما هو معمول به في المنتج المستورد فأن التاجرهوالذي سيذهب الى صاحب المصنع ويطلب منه تزويده بكمية معينة من هذا المنتج ومثلها من منتج اخر ومثله يفعل تاجر اخر وهكذا يكون صاحب المصنع قد قام ببيع انتاجة وقبل ان يكتمل ، أليس هذا أفضل لأصحاب مصانع ومعامل المواد البلاستيكية المنزلية ؟ بدلاً من ان يقوموا بأنتاج مواد غير مقبولة من قبل المستهلك عند ذلك يكونون مضطرين الى توزيعها للتجار عن طريق الوسطاء حينها يشترط التاجر تسديد ثمنها بعد بيعها لانه يعلم انها ستبقى فترة طويلة مكدسة في المخازن لا احد يرغب في شرائها كذلك الحال بالنسبة للزجاجيات فلو وجدنا من يرغب في شرائها فلأن اسعارها منخفضة مقارنة بمثيلاتها من المســتورد ونفــس الكلام ينطبق على اغلب الألبسة الجاهزة ولعــب الاطفال المنتجة محلياً .

2. معامل انتاج الاثاث المنزلي والمكتبي الخشبي اغرقت الاسواق بمختلف الاثاث وخصوصاً المكتبي ذو الخشب الرديء المغلف بورق لاصق لاعطائه جمالية سرعان ما تتلاشى بعد فترة قصيرة من شرائه وجميعنا يعلم بان دوائر الدولة كافة قد افرغت من موجوداتها المكتبية في نيسان من عام 2003 نتيجة اعمال السلب والنهب فبادرت بشراء ما تحتاجه من الاسواق المحلية لكن وبمرور الايام بدأت الدوائر تترحم على اثاثها القديم لان الجديد اصبح تالفاً ، وفيما يخص الاثاث المنزلي فأن اغلب الناس الان يبحثون عن اثاث مستعمل وقديم او امارتي او ايطالي .. الخ .. لانه بنظرهم وهذا حقيقة افضل من الجديد الموجود في الاسواق , أليس هذا يشكل انتكاسة محزنة لما ينتج في معامل القطاع الخاص .

3 . تمتلأ اسواق الشورجة وجميلة وغيرها من اماكن البيع بالجملة بانواع كثيرة من الشوكلاتة والبسكويت والعصائر المستوردة وتجد اقبالاً كبيراَ عليهـا وهناك ما يقابلها من المنتوج المحلي لكن الاقبال عليه قليل جداً ويكاد يكون معدوماً للبعض الاخر .

المنتجات اعلاه هي من اكثر الاشياء التي يحبها ويتناولها الاطفال وكثيراً مايرغب الطفل بشراء البسكويت او الشوكلاتة لانه يعجب بغلافها الذي غالباً ما يحتوي على صور او رسوم كارتونية والوان جميلة تثير رغبة الاطفال في الحصول على قطعة منها وعندما ناتي لشراء بسكويت محلي معين على سبيل المثال لا الحصر فاننا غالباً مانجدة موضوع داخل كيس نايلون شفاف وقد كتب اسم المنتج بلون من الوان الحبر الداكن المثير للاشمئزاز فكيف نقنع طفل بتناولة وهو لايرغب بالنظر اليه .

ان المناشىء العالمية لتلك المنتجات تخصص اموالاً طائلة لاغراض الدعاية والترويج لها وتهتم بشكل كبير باغلفتها وتتعاقد مع خبراء كبار في هذا المجال لايصال قطعة الشوكلاتة او البسكويت الى الطفل بافضل ما يكون , وفي ما يخص العصائر المحلية فأنها تتشابه من حيث حجم العبوه وتختلف من حيث التعبئة فلكل منها قياس خاص فكيف ننتظر من المستهلك ان يقدم لشرائها .

امور بسيطة لوأخذت بنظر الاعتبار لتغيير الحال بالنسبه للمنتوج المحلي ولعادت ثقة المستهـلك به لكن ما عسانا ان نقـول لمن يفكـر بانتـاج كميات كبيرة بمواصفات رديئة , لاشيء سوى ان نطلب منه مراجعة النفس والتأمل في ما ينتج مقارنةً بمثيله من المستورد .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1563 الأثنين 01 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم