أقلام حرة

السيرة الذاتية وشرعية الكتابة / صلاح حزام

ماهي محاولة تعريف المستمعين والمتلقين عموما بمدى الشرعية العلمية التي يتمتع بها هذا الشخص والتي تخوله الحديث والخوض في هذا الموضوع وبالتالي تمنحه ما يعرف ب (حق الافتاء) !!نعم حق الافتاء ،فالفتوى ليست حكرا على الشأن الديني بل هي اعطاء الراي في امور عديدة .فالطبيب يفتي والمهندس وعالم الزراعة ..الخ من الاختصاصات كلهم يمارسون الفتوى العلمية بالامر والنهي عن كثير من الاشياء.

وامتلاك الشرعية يعني القناعة بما يقول الشخص وامكانية اتباعه وتنفيذ وصاياه لانه خبر الامر واصبح ضليعا فيه دراسة وخبرة تطبيقية وتجارب مهنية .

اردت بهذه المقدمة ان استهل كتابتي عن ظاهرة تصدي الكثير من السادة الكتاب في المواقع الالكترونية لمواضيع حساسة وخطرة وادعاءهم امتلاك معلومات وادلة وانهم اطلعوا على تسريبات واخبار من مصادر موثوقة تتعلق بامور مركزية وخطيرة فعلا.

ونحن كقراء نقع في حيرة حقيقية بين تصديق او رفض تلك الكتابات التي تبدو مقنعة احيانا. لكننا ببساطة لانمتلك السيرة الذاتية لكاتبها وبالتالي لاندري مدى واقعية وموضوعية مايكتب.اضافة الى ذلك ان البعض يعمد الى الكتابة تحت اسم مستعار لاسباب مختلفة، وهذا مما يضفي مزيدا من الغموض والحيرة على المواضيع التي يتناولها.

وقد حصل معي اني كنت اقرا باهتمام كتابات شخص يكتب تحت اسم مستعار لانها كانت تبدو مقنعة لكن شاءت الصدفة ان تكشف نشرات الاخبار المصورة انه كان يكذب كذبا صراحا لاحياء فيه ويفتري على الحقيقة لاسباب لااعرفها !!!

ان ظاهرة المواقع الالكترونية هي بدون شك من ظواهر الانفتاح والتواصل العالميين وبلا قيود احيانا كثيرة وهي بالتالي تساهم في تشكيل الراي العام وبناء قناعات الناس في مختلف القضايا.ولايمكن منع الناس من التمتع بهذا الذي اصبح حقا لهم ، ولكن الخطورة هي في العبث بهذا الحق وعدم وجود قوانين متكاملة لتنظيم استخدامه بشكل صحي.

الصحافة سلطة رابعة والصحافة الالكترونية اصبحت اهم واخطر اشكال الصحافة المعاصرة واشدها تاثيرا على الراي العام (تاملوا مافعله موقع واحد هو موقع ويكيليكس)!!

لكن موقعا مثل ويكيليكس الذي اشرت اليه آنفا، اعلن مؤسسه في لقاء تلفزيوني انه كان يعرض معظم وثائقه على البنتاغون والمخابرات لبيان الراي بخصوص واقعيتها قبل نشرها لانه لم يكن موقعا فضائحيا يهدف الى التنكيل باحد بل هو يهدف الى البحث عن الحقيقة (على الاقل حسب ادعاء صاحبه).

وقال انه لم ينشر الكثير من الوثائق بعد ان تاكد انها غير صحيحة.

السياسة علم دقيق وصعب والاقتصاد كذلك والاجتماع وغيرها  ، ومن غير المعقول ان تنتهك هذه العلوم من قبل من هب ودب لاشاعة مفاهيم وتعاريف وقوانين لااساس لها من الصحة.تشوش الراي العام بدلا من ان تكون وسيلة للارتقاء به وبوعيه.

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1563 الأثنين 01 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم