أقلام حرة

أُبُتلينا بالاغبياء والجهلة ... فما العمل ؟! / صادق العلي

 من يدافع عنه ويستميت في دفاعه ... ولكني سأتناول القيم الثقافية التي يجب الوقوف عندها وتناولها بتمعن لانها مهيأة للانهيار من خلال عدة سلوكيات وافعال يقوم بها البعض الذي لا يدرك ماهية الثقافة :

قبل عدة ايام وفي احدى الاجتماعات الغير مفيدة طلب مُضيفنا من حملة الشهادات العليا الوقوف وبالفعل وقف بعض الاخوة كونهم حملة شهادات ... بعد ذلك طلب مُضيفنا من المهتمين بالشأن الثقافي منا الوقوف ولقد وقف بعض المثقفين ومن الغريب ان بعض حملة الشهادات قد وقفوا ايضا !!! بعد ذلك طلب مُضيفنا من الكتاب والصحفيين او الذين يكتبون في بعض المواقع الالكترونية ولقد وقف بعض الاخوة الصحفيين والكتّاب ولكن ما صعقني هو وقوف اولئك الذين يقفون في كل مرة لدرجة ان مُضيفنا قال لبعضهم ماذا تعملون بالضبط ؟ اذ ليس من المعقول ان تعملوا في كل هذه المجالات !!! وهل تمتلكون المؤهلات لكل تلك الاعمال ؟ هل انتم مبدعون بكل تلك المجالات ام انكم فقط تريدون ان تثبتوا انكم تعرفون كل شيء؟ .

طبعا كان رد اكثرهم غباء الذي هو (اكبرهم قدراً) كما عرفت فيما بعد كان رده اكثر جهلاً من ادعائه بانه مثقف فلقد قال :

انا اكتب المقال ولدي القدرة على كتابة عشرين مقال يوميا او اكثر ؟ كذلك فانا امتلك الكثير من المعلومات العامة فانا مثقف (لانه يعتقد بان المثقف هو من يمتلك خزين معلوماتي) اضف الى ذلك فاني امتلك اللغة الصحيحة (يقصد بأنه ضليع باللغة العربية) ناهيك كوني احمل شهادة علمية حصلت عليها بعد لجوئي الى الولايات المتحدة الامريكية واذا ما تحدثنا عن الرياضة فاني ومن نعومة اظفاري وانا لاعب ممتاز في مدينتنا ولم يحدث قط ان أجلسوني على مصطبة الاحتياط هذا من ناحية ... ومن ناحية اخرى فأن خبرتي بالعشائر العراقية تؤهلني بان اكون مستشارا عشائريا عدا اني اعرف ديني جيدا ومعرفتي الكبيرة بالكمبيوتر !!! الاترون باني مؤهل للوقوف عندما يُطلب وقوف حملة الشهادات او المثقفين او الكتاب او حتى الرياضيين ؟!

بالطبع لم يكن هناك وقت للنقاش او بالحقيقة للمهاترة مع هذا الغبي او مع الاغبياء الذين قد سئمتهم وسئمت وجوههم .. ولكني وبعد خروجنا طرحت عليه سؤالا ً وقلت : هل تستطيع ان تميز بين المهنة والهواية والرغبة والاستفادة من وقت الفراغ ؟

تسمر في مكانه من جرأتي واردفت :

الهواية هي ان تحب تعمل اشياء انت تحبها ومن الممكن ان تكون رياضة رسم خياطة طبخ كتابة ...الخ .

اما المهنة فهي العمل الذي تعتاش عليه الان وليس قبل عشر سنوات بمعنى انك قد عملت نجاراً قبل فترة طويلة ولكنك الان تعمل حداداً فانت حداد وليس نجاراً لان من يقول لك ماذا تعمل هو يقصد ماذا تعمل الان وليس قبل عشر سنوات !

اما اذا كنت تملك وقت فراغ وتريد ان تستغل هذا الوقت فانك انسان ذكي وتستثمر الوقت وهنا ممكن ان تستثمر هذا الوقت بتعلم بعض الاشياء او دخول في دورات تعليمية لزيادة معرفتك او غيرها.

في حوار مع أحد المسؤولين في نقابة الصحفيين العراقيين قال هذا المسؤول باننا لا يمكننا ان نمنح عضوية نقابة الصحفيين  لمحامي كونه انسان وطني ويريد ان يسهل القوانين من خلال تفسيرها وكتابة هذه التفاسير على شكل مقالات ونشرت على بعض المواقع الالكترونية ... هو محامي وليس كاتب او صحفي !

ناهيك عن المهندس الذي يبني البيوت والعمارات لن يتحول الى شاعر اذا ما كتب خاطرة !

وهكذا الدكتور هو لا يُصنف على انه مهتم بالشأن الثقافي او هو يمتلك القدرة على تقييم الوضع الثقافي العراقي اذا ما شارك في تجمع ثقافي او منتدى ادبي لانه دكتور (اقصد طبيب) !

يجب ان نميز بين مهنتنا وهواياتنا يجب ان لا نقحم انفسنا في مجالات لا نفقهها ولا نعرف مفاتيحها حتى لا نكون موضع استهزاء من قبل الاخرين كذلك يجب ان نؤمن بالخصوصية في العمل واننا لا يمكننا ان نبدع بكل المجالات لاننا سوف نخسر جهدنا اذا ما توزع هذا الجهد بين عدة اعمال .

 

ديترويت

[email protected]                                 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1564 الثلاثاء 02 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم