أقلام حرة

مجلة اسرائيل - كرد خطوة اخرى في طريق التطبيع بين اسرائيل وكردستان العراق / خالد محمد الجنابي

هو تعليق قصير للسيد حسين كركوكلي، كتب تحت موضوع سابق عن تلك المجلة، كلمات التعليق كانت قليلة، غير إنها كانت قريبة من ارض الواقع لذا أثارت بي الرغبة في الكتابة مرة اخرى عن مجلة اسرائيل ـ كرد، ومن أجل أن تتضح الصورة  سأدرج التعليق الذي قرأته وهو ـ المساكين الكرد هم دائما وابدا سلاح ماجور بيد الدول الغربية واميركا واسرائيل فهم جزء من لعبة تضعيف دول الشرق الاوسط والاستعمار لا يقبل بهم كدولة ولا يقبل بهم العيش كمواطنين فهم آلة بيد الاخرين وخصوصا بيد الانكليز الخبيثة او اميركا الملعونة او اسرائيل اللقيطة ـ حسين كركوكلي .

 

نعود للموضوع

ماهو الانطباع الذي تركه صدور مجلة (اسرائيل _ كرد) في أقليم كردستان العراق؟ هل هو اصرار على مد جسور العلاقات التاريخية بين اسرائيل والاقليم ؟ أم هو خطوة تضاف الى سلسلة خطوات سبقتها في طريق التطبيع الكامل والشامل بين الطرفين ؟ اذا كانت اسرائيل حرة في علاقاتها الخارجية فأن اقليم كردستان لايمتلك هذه الخاصية كونه جزء من دولة ويجب ان لاتتعارض سياسته الخارجية مع سياسة الدولة بشكل عام، وفي محاولة يائسة لتبرير حقيقة الامر قال  نقيب صحفيي كردستان العراق فرهاد عوني في حوار مع إذاعة هولندا العالمية حول هذا الموضوع في الفترة التي سبقت وتلت صدور المجلة : (صدور المجلة ليس توجها رسميا في الإقليم (لبناء علاقات مع إسرائيل)، بل توجهنا هو المحافظة على العلاقة التاريخية بين العرب والكرد والوشائج التي تربطهم ببعضهم، وزيارة محمود عباس الأخيرة لكردستان ولقائه مع رئيس الإقليم مسعود بارزاني تؤكد تمسكهم بالعلاقات التاريخية مع العرب عامة والفلسطينيين خاصة والذين هم أنفسهم في حوار متصل مع إسرائيل إضافة إلى ووجود السفارات والقنصليات الإسرائيلية في عدد من الدول العربية)، وأضاف  فرهاد عوني: (أن صدور هذه المجلة مرتكز على قانون العمل الصحفي رقم 35 لسنة 2007 الصادر من برلمان إقليم كردستان وينص على انه باستطاعة أي مواطن الحصول على رقم الاعتماد في نقابة صحفيي كردستان واصدار جريدة أو مجلة خلال 24 ساعة على ألا يتعارض مع المنطلقات العامة لحرية صحافة كردستان، ونحن نعرف أن داوود باغستاني لا ينتمي لأي لحزب سياسي معين كما ويحمل جنسية أوربية)، من جانبها علقت الصحفية الهولندية يوديت نورينك، والتي تشرف حاليا على برنامج تدريب الصحفيين في السليمانية، وهي مسؤولة منظمة غير حكومية مركزها كردستان، بالقول: (لقد فوجئت قليلا عندما شاهدت المجلة ولكنه يدل على أن حرية التعبير في هذا الجزء من العالم في تحسن وتطور، إنه حقا أمر خاص ولم يحدث من قبل، ولا اعرف رأي الجمهور بهذه المجلة وكم شخص سيشتريها ويقرأها لأن ذلك هو معيار تقدير الناس لها)، وبعيدا عن مدى انتشار المجلة وعدد قرائها نجد ان ثمة مسألة تطرح نفسها بقوة، تلك المسألة هي ان صحافة كردستان قد دخلت مرحلة جديدة من الخروج عن المألوف وليس حرية الصحافة وأن دور المجلة على صعيد السياسة الخارجية أكبر من دوره الإعلامي وتأثيره على الرأي العام داخل العراق، علما ان المصادر التاريخية تشير إلى أن علاقة الأكراد بإسرائيل قديمة، كما زار الزعيم الكردي الراحل مصطفى البرزاني إسرائيل مرتين حسب ما كشفت العديد من الوثائق والصور في السنوات الأخيرة عن ذلك، وحسب ماذكره فرهاد عوني في حينه انه لا توجد هناك ردود أفعال من الرأي العام الكردي بشكل خاص والرأي العام العربي حول صدور هذه المجلة، حسب ما أشار عوني في حديثه، إلا انه يتوقع أن الرأي العام الكردي "لا يتقبل هذه المسائل في الوقت الحالي"، معللا ذلك بالقول "لأنه من الصعوبة التنصل من منطلق شعب كردستان في علاقته التاريخية مع العرب فنحن إقليم تابع للدولة العراقية وان العرب في العراق هم الأكثرية   "، وقال عوني إن الجماعات الإسلامية ليس لها تأثير كبير في كردستان كي يبدو واضحا معارضتها أو اتفاقها حول صدور هذه المجلة بل "العلمانيين في الإقليم لهم دور أكبر"، ومن الجدير بالذكر ان المجلة المذكورة تحمل رقم اعتماد في نقابة صحفي كردستان هو ( 359 ) وان رئيس تحريرها هو داود الباغستاني، وتحتوي على تقارير منوعة بدون إشارة إلى كتّابها أو معديها،وتصدر  في إقليم "كردستان العراق" باسم "إسرائيل - كرد" الناطقة باللغتين الكردية والانجليزية، في محاولة لتطبيع العلاقات بين الإقليم والدولة العبرية .

 

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1566 الخميس 04 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم