أقلام حرة
لماذا الدفاع عن البغدادية؟ / زيدان حمود
والعراق جرحه عميق .. نزف من دماء أبنائه الكثير ودخلت إليه جيوش الشر من كافة أنحاء المعمورة .. منهم من له ثأر قديم، فنفث شره سما زوأما في أفئدة العراقيين، ومنهم من أبهرته حضارته السابقة، وهو يعرف أنه بلا حضارة لذا فأنه أراد لحضارة العراق الاندثار والنسيان، وهكذا هم يعملون طوالا،سرا وعلانية من أجل أن لا يكون العراق عراقا متكاملا..
والعراق الجريح يئن منذ سبع سنوات متواصلات من عمر احتلاله البغيض تجت طائلة الجوع والحرمان والقتل ولا معين.
. وعندما أشتبشرت الناس بأفق العراق الجديد وملامحه المتمثلة بإعلامه المستقل وانتشار الفضائيات على مدى واسع في العراق من شماله إلى جنوبه، ومن شرقه إلى غربه، وإشارات دستوره الجديد إلى حرية الصحافة وحرية الرأي واحترامها،فقد أعتبر الصحفيون والإعلاميون في العراق حسب هذه التوجيهات سلطة رابعة حقيقية مؤثرة، وعلى مدى تلك السنوات السبع العجاف أعطى الصحفيون والإعلاميون الكثير من التضحيات والدماء الزكية ..
والبغدادية واحدة من القنوات الفضائية التي أرادت من منهج الأعلام الحر منهجا لنصرة الناس والوقوف معهم والشد على أيادي المسؤولين الذين يعون مسؤوليتهم لخدمة الناس ونصرتهم .. فأصبحت صوت العراقيين من العمال والكادحين والكسبة تزورهم في أماكن عملهم وترفع شكواهم إلى من يهمه الأمر فهل في هذا مايعيب؟
سؤال واحد موجه إلى كل السياسيين الذين عانوا ما عانوا من ظلم النظام السابق وتشردوا وحرموا من رؤية العراق سواء من كان منهم في السجون أم شردوا خارجه منفيين غرباء .. لماذا أرادوا لأنفسهم ذلك؟ أليس من أجل الفقراء والمحرومين وجياع الشعب؟ أليس من أجل أن يسمع صوت الناس الذين ضاعت أصواتهم في زحمة العنف والتعسف؟ أليس من اجل أن يتعمر بلدهم ويصبح كبقية بلدان الله النفطية المرفهة الغنية؟
هم في العراق منذ سبع سنوات .. فتحت أمامهم الحدود وأسقطت الدكتاتورية وجاءوا يحملون رسائل الديمقراطية والحرية وحب أبناء العراق وإنصافهم وأعمار بلدهم، وإشاعة الحب والسلام والرخاء بين الناس والاستماع إلى الرأي والرأي الآخر ...أليس هذا ما جاءوا من أجله؟
أذن ما الذي فعلته قناة البغدادية غير إنها حملت رسائل الناس المحرومين والجياع المضطهدين المقهورين إلى السادة المسؤولين .. هل نكافؤها ونرفع صوتها عاليا لأنها كانت طوال ذلك الوقت ومنذ تأسيسها صوتا عاليا يرفع رسائل الناس اليهم، أم إننا نعاقبها ونغلق مكاتبها في العراق؟ هل أصبح الحق معكوسا لأننا نرى في مطالب الناس وهمومهم خطرا علينا؟ أم من واجبنا الاستماع إلى مطالبهم وتلبيتها .
البغدادية صوت عراقي أصيل ولسان شعبي بكافة لهجات العراق ينصف الفقراء ويطالب المسؤولين الانتباه إلى حقيقة واحدة لاغبر، وهي أن الناس هم الدرع الحقيقي الذي يقيهم من ضربات الزمان المتكررة ..
وما كلماتي هذه إلا رسالة مفتوحة إلى دولة رئيس الوزراء الأستاذ نوري المالكي أقول فيها أعد الاعتبار إلى مكاتب البغدادية في العراق لأنها تمثل الناس وأنت جزء من هموم الناس .
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1568 السبت 06 /11 /2010)