أقلام حرة

"الشرقية" تنجح في أمتحان الثلاثاء والحكومة تفشل بأغلاقها "البغدادية"!!

أداة مرئية قبل ان يكون أداة سمعية ... وبين العين والأذن مسافة ضيقة في المعنى المادي ومساحة شاسعة جداً في المعنى الاعتباري !

لقد تملكني الفرح، وأنا أجد فضائية عراقية، تكون مصدراً لفضائيات أخرى لها ثقلها في الأعلام العالمي، وتنقل عنها نشاطها الإخباري المصور في نشراتها فتعانق علامتها المعروفة، شاشات تلك الفضائيات، التي كثيراً ما كانت أخبارها مصادر موثوقة لوكالات إنباء وفضائيات أخرى.

إحساس مفرح، وسط جو محزن، حيث أحداث يوم الثلاثاء الماضي المروعة ... مجزرة بغداد التي كشفت زيف جدار الأمن، الذي كان آيلاً للسقوط، بعكس الادعاءات القائلة بأنه جدار "متين" فظهر انها " متانة " تسندها قصبات بردي .. خاوية .!

اسم قناة " الشرقية " رافق نشرات يوم الثلاثاء الماضي لقنوات (العربية، الجزيرة، b.b.C، الحرة، anb وغيرها من الفضائيات ..

ان الفعل ألأعلامي العراقي المهني، يتصدر أمنيات الإعلاميين العراقيين، أينما كانوا، كونه تعبير حي، ملموس، عن نشاط خلاّق، لا يكترث للمخاطر، همه إيصال الحقيقة، رغم مأساويتها، بصورها وواقعها، الى المشاهد، لتجعل العيون تترقب وتتابع وتلاحق غير المنظور في ثنايا الخبر والتعليق.

ان الفضائيات العراقية، رغم عددها اللافت للأنظار، ضاق بها الحدث المروع فبانت ومضة باهتة أزاء انفجار أعلامي كبير .. ومضة تلاشت في أتون ذلك الحدث، باستثناء جهد ونشاط متميز لقناة " الشرقية " أستطاع ان يبهر العالم بتغطية مصورة، اثبت بأنها الأكثر تعبيراً بامتياز، ما حدا بالفضائيات الأخرى لأستضافتها، لإعطاء أخبارها المصداقية المعروفة ..

وأنا أسجل للشرقية جهدها الإعلامي الكبير قي يوم مروع زاد فيه عدد الشهداء والجرحى على 700 مواطن عراقي، أشير بأسف الى قرار حكومي بإغلاق مكاتب قناة " البغدادية " في بغداد في ذلك اليوم الأسود، فأقول بمهنية، بأنه سابقة خطيرة في مسيرة الأعلام العراقي، سيما ان الزملاء الإعلاميين وقفوا فيه وقفة مشهودة في التصدي للإرهاب وكشف زيف وادعاء سرّاق الوطن المستباح اصلاً من سياسيين ومن لابسي عباءة السياسة !

اعتراني الأسى، وانا أتابع " بعض " فضائياتنا، حيث تلمّست ان مسؤوليها خططوا بعشوائية لتغطية الحدث المؤسف، فاغتالوا أوقات مشاهديهم، وبينوا دون ان يدركوا ان الفضائية الضعيفة، تجد ان كل شئ في الحياة ضعيفاً، وان رؤيتهم تلك تنعكس على المشاهدين .. مع الأسف .. وقد فات هؤلاء ان التلفزيون هو نظام للإفهام وليس نظام للتغطية بغربال الأمية الإعلامية .. وان المتابعة التلفزيونية، انما هي أمانة ينبغي ان يؤديها كل من يواكب تلك المتابعة .. فقد يكون في لحظة ما ... هو الشاهد وهو الشهيد !!!

لقد أدركت أن قناة " الشرقية " تمتلك قلب حالم وفكر مضئ وهي مثل فرس جموح يكره الظلام ..

 زيد الحلي

[email protected]  

 

 

 

 

في المثقف اليوم