أقلام حرة

كثر ضجيج البرلمانيون وقل حجيج المساكين/ جاسم الصافي

عني انا فرحت وربما شاركتموني هذه الفرحة، لأنهم راحوا و أراحوا وبهذا نكون قد تخلصنا من ثرثرة خمسين قناة فضائية وخمسين أذاعه وخمسين حزبا ولو لفترة قصيرة بعد ان سهل هذا الغياب على بعض من تعقيدات  تشكيل الحكومة، ولأول مرة سيتحكم الفرد بمنجزات دوائر الدولة كونها قد خلت من معقديها ومعقبيها ولأول مرة تأتي الكمية ولو ناقصة بس أحسن من (المامش) ولأول مرة يتوفر الغاز والبنزين وتنزل العقارات واسعار السيارات بل حتى الزواج، ويخف السير بعد ان تقلصت السيطرات وكله من بركات الحجاج، وتعرفون ان جاري تعين وأخوه المعاق في إحدى التفجيرات سافر للعلاج وجارتي أخذت (تهلهل) .. طلع راتب الرعاية بعد سنه من المراجعات حقيقة (حد ما يجي العيد راح تنحل كل مشاكلنا بس يأرب يمددون الحج فد شهر واحد)  لا اخفي عليكم اني لم افرح فرحا كبيرا، فقبل هذا الصباح كان هناك ما ينغص علي فرحتي انها  أمي المسكينة التي لا ينقطع بكاءها أبدا حتى اني لم استطع مواجهتها وهي ترمقني بنظرة العتاب تلك  أنها لم تجد منذ خمس سنين فرصة للذهاب الى الحج بسبب امتيازات الأحبة البرلمانيون وأقارب أقارب البرلمانيون، لكن اليوم حين أفاقة من منامها كانت سعيدة حتى ضننت ان عقل أمي قد غادرها وحين سألتها قالت لي :

ـ أنها حلمت بأحد الأولياء وهو يحج معها ويهنئها على ذلك، بينما كانت هي مستغرب من  بعض الحجاج الذين لا يرتدي اللباس الأبيض الخاص بالحجاج !!.. بل يرتدون الزي الزيتوني الذي كان معروفا أيام النظام المباد وعلى خاصراتهم تسكن كل بنادق الأرض وهم يهتفون بصوت لا يكاد يسمع مع صوت جمع المساكين العالي، لكنها استطاعت سماع هتافهم وهم يقولون  ( لبيك اللهم لبيك لبيك نحن شركائك لبيك أن النعمة هي منك والملك لنا والحمد من جمهورنا ونحن شركائك لبيك اللهم لبيك ....

 

 [email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1571 الثلاثاء 09 /11 /2010)

 

 

 

في المثقف اليوم