أقلام حرة

ما الذي أبدل حلالهم حرام علينا؟ / سلام جمعه المالكي

قامت الدنيا وما قعدت عندما رفع احد المسئولين "العراقيين" قضية امام القضاء "العراقي" على صحفي "عراقي" لنشره ما اعتبره المسئول فبركة اعلامية وتشهير بدون ادلة حقيقية، وثارت ثائرة حماة الحريات وفرسان الرأي وسجّرت نيران الثأر والوعيد لذلك الخاطئ العاصي الطاغي الذي اقترف جرم اللجوء الى الوسائل والآليات التي كفلها له القانون "العراقي" وبين ليلة وضحاها صار ذاك الصحفي رمزا لكل معاني الاضطهاد حتى قبل ان يبت القضاء "العراقي" في شرعية القضية او حيثياتها، مع انها ليست خطيئة او بدعة ولنا في رفع أمير المؤمنين طراً، قضيته امام القاضي بادعاء غصب يهودي لدرعه ثم امتثال ألامير والوصي الاوحد وهو من هو، لأمر القاضي برد الدرع "لعدم ثبوت الادلّة" امثولة وعبرة لو قرأتها البصائر قبل الابصار. لن اخوض في تحليل مواقف الجهتين سواء منها المدعي او المدعى عليه لان وراء الاكمة ما وراءها وأحسب ان لب القضية يكمن في أن عين الرضا عن كل عيب كليلة وعين السخط تبدي المساويا، بعيدا عن موازين المنطق الشرعي والقانوني والاخلاقي والعرفي.، ولكني أود استفتاء الاقلام الغاضبة والدماء الثائرة لحرية التعبير عن الرأي عن شخص ذو جنسية شقراء "راوية" شرايينه بالحليب البقري الشهير، تكرّم على "العراق" بزيارة يتيمة حسبما يفتخر به عام 2004، يهدد شخصا "عراقيا" بالشكوى امام الجهات العراقية و"غير العراقية" وتحديدا (ولشكوتك لإدارة الموقع وللأممم –هكذا- المتحدة ايضاً) لا لشيء غير طرح الثاني "العراقي" لعدد محدد من النقاط التي رآها (و هو حر في ذلك) منطقية وتستحق وضعها تحت مجهر البحث ضمن مدونة الاول "حامل الجنسية الحليبية" والتي ناقش فيها قضية خطيرة ضمن مسلسل الجرائم التي تتعرض لها الامة "العراقية" بكل مكوناتها حيث اجتهد الثاني "العراقي" بأن المؤثرات الاساسية فيها "غير عراقية" الاهداف والتمويل، والمتغيرات الانية التفصيلية "عراقية" الوجع والانين ولم ولن يفهمها ويقدرها حق قدرها "غير العراقيين" من أعراب او عرب او مستشرقين سواء كانوا شيخ الشيوخ وبطل الفضائيات القرضاوي او البطل مناضل الصالونات والكوبونات مصطفى بكري او السيد الحاج نعوم (جومسكي)، وعليه فأن المصادر الاساسية (و ليس المصدر الواحد بأي حال ومهما أحبه الكاتب) ينبغي بل ويجب ان تكون من داخل "العراق" وأن تعدد المصادر وتنوع اهواءها سيكون بمثابة اغناء لكاتب يرجو ايصال قراءه لاستنتاجات معينة (على الاقل هذا ما يؤمن به الثاني "العراقي" ويوصي به طلبته كل حين وعلى مر سنين طوال)....و فجأة اختفى نسر الورع والتقوى من الجباه (كحال المقاول مع عادل امام) وارتسمت السبعة في الجبين رغم الايحاء بالاسترخاء والابتسام، وانقلب الحوار الذي ابتدأ بلغة المنطق والحجج مقابل الحجج آخذاً منحى السخرية وكيل الشتائم كحال كل الخاسرين، بدءا من رمي"العراقي" بالامتياز في (بذل الجهد من اجل الإمتناع عن التفكير) وانتهاءا بالايمان بنظريات الاميركان (حتى أكثر من إيماننا بالله على ما يبدو) وكان الختام، وهو ليس مسكا بأي حال، بالتهديد الفارغ محتوى وتأثيرا على ابن الاكرمين الذين ما اهتز لاولهم طرف يوم ساق بني أمية سوق النعاج ولن يهتز لاخرهم بأذن الله طرف يوم تتلاقى الرجال فكرا او سواعد، فما عدا مما بدا؟ وما الذي تغير في مزاج حرية التعبير ولم تغيرت المعادلة كي تصير حلالا لقوم وان كانوا "شقر الجنسيات" وحرام على "عراقيي" الروح والبدن والهوية؟ وعودا للمقدمة، هل كانت الحملة المحمومة حامية الوطيس لرفع لواء حرية التعبير مجرد اعتراض ومخالفة لكل افعال المسئولين أيا كانوا أم هي ثورة حقيقية لاحقاق حق؟ وأين منها الموقف من ذاك "الراوية شرايينه بحليب كان مزاجه أشقرا"؟ مع التنبيه أن ليس المقصود ممارسة لعبة يهواها الكثير الا وهي قياس مستوى الوطنية او الفهم او "الثقافة" بل سؤال بسيط: ما الذي جعل حلال الجميع (و ان كانوا ذوي جنسيات أشقرية) حراما على أبناء (و بنات) الامة العراقية؟ وأنا ما زلت مصرا على ان لا حق ولا مصداقية لغير العراقيين الذين لمسوا الحقائق والمعاناة اليومية وهم بالتالي ادرى من "غير العراقيين" ومن مغتربي العراقيين الذين بعدت بهم الشقة منذ دهور عن نبض الفؤاد العراقي الجريح (اعانهم الله في غربتهم واعادهم بين احضان امهاتهم والاهلين) في ايراد تحليلات وتشكيكات واتهامات ما داموا على الطرف الاشقر من المعمورة مستندين على ما يشتهون سماعه من مصادر.... أفتونا مأجورين.

     

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها: (العدد: 1575 السبت 13 /11 /2010)

 

 

في المثقف اليوم