أقلام حرة

انتحر الرئيس الكوري ...فهل سينتحر المفسدون في العراق؟

مما أدى ذلك الى نقله على الفور الى مستشفى بوسان الجامعي في مدينة بوسان بجنوب البلاد  حيث فارق الحياة بسبب إصابته المباشرة  برأسه .

ويبدو ان هذا الحدث، الذي وصفه ميونج باك الرئيس الكوري الجنوبي الحالي في بيان صدر عن قصر الرئاسة "بانه لا يصدق بحق وأمر مؤسف ومحزن للغاية." لم يأتي من فراغ ولا فجأة .....فالرئيس السابق روه مو هيون كان ملاحق منذ أسابيع بقضايا فساد ارتبطت بالفترة التي أمضاها في أيام حكمه، ونقلت وسائل الإعلام المحلية عن رسالة تركها روه يؤكد فيها نيته على الانتحار ومطالبا بحرق جثمانه !! نتيجة أعتقاده بأن بقاءه على قيد الحياة سيكون عبئا.

ولسنا ألان، بطبيعة الحال، بصدد التعرض لظروف وفاته والأسباب الكامنة وراء ذلك وعن فترة حكمه وما حصل فيه ...ولكن هذا الخبر المثير والمهم جعل في ذهني يقفز مباشرة السؤال التالي:

هل من الممكن أن يقوم بمثل هكذا خطوة الفاسدون في العراق؟

الإخبار التي نقلت عن الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون تقول بان حاسبه الشخصي الذي تركه في بيته يدل على انه، كما كتب، كان يعاني من ضغط هائل بسبب قضايا الفساد وانه كان خائفا جدا من تلطخ سمعته بقضايا الفساد ...

وهنا أراني مجبرا على طرح سؤالين آخرين ..

هل يمكن أن يعاني ضمير المفسدون في العراق من هكذا ضغوط ؟

وهل يخشى هؤلاء من تلطخ سمعتهم ؟

الأجوبة عن هذه الأسئلة معروفة وواضحة ولا تحتاج ل "صفنة " ...فهؤلاء الفاسدون ..لن ينتحروا أبداً ...ولن يتوخز ضميرهم بأي إبرة أذى  ... وهم لا يخشون، أيضاً، من تلطخ سمعتهم !!!

المفسدون في العراق، وهم الوجه الأخر للإرهابيين، لا يخجلون ولا يملكون كما يبدو ذرة من الحياء بل نراهم على العكس من ذلك  يمعنون في الإضرار بالمواطن العراقي وزيادة معاناته وهم يعلمون أن العراق يمر بمرحلة انتقالية وحرجة وكل أفساد فيه يصبح مضاعف ويؤخر نموه ويعطل تطوره وبناءه، ولكن وكما تبين من خلال الممارسة الفعلية على ارض الواقع لاصحاب الفساد أن هؤلاء لا يهمهم سوى أنفسهم ولا يعنيهم غير مصالحهم الشخصية و ذواتهم الأنانية، أما الشعب والمواطن العراقي الفقير المسكين الذي يرزح تحت الفقر والمرض ونقص الخدمات فهو أبعد ما يكون عن دائرة اهتمامهم وأهدافهم وغاياتهم ..

الرئيس الكوري الجنوبي السابق روه مو هيون ترك وصية كتب فيها " لا تحزنوا. أليست الحياة والموت من الطبيعة.. لا تشعروا بالأسف ولا تلقوا باللوم على أي أحد. هذا هو القدر. رجاء احرقوا جثماني. ورجاء ضعوا شاهدا صغيرا على قبري قرب منزلي. فكرت كثيرا في هذا الأمر."

أما المفسدون في العراق ..فلن أظن بان أحد منهم  هؤلاء المفسدين الجبناء سوف يُقدم على الانتحار ...أو يكتب وصية يٌعلن فيها ندمه على ما حصل .... فهؤلاء أجبن من أن يقوموا بقتل أنفسهم وترك مُتعهم الدنيوية التي من اجلها سرقوا وداسوا بأرجلهم على فقراء الشعب العراقي...ولهذا ينبغي على البرلمان العراقي أن يُقدم على القصاص منهم ومحاسبتهم محاسبة فعلية واقعية خالصة لا من اجل تصفية حاسبات حزبية أو من اجل إغراض سياسية أو انتخابية رخيصة ..بل من اجل المواطن العراقي الفقير المسكين الذي لا حول له ولا قوة أمام هؤلاء السرّاق المتلطخة أيديهم بدماء فقراء العراق .

 

مهند حبيب السماوي

[email protected]

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1057  الاحد 24/05/2009)

في المثقف اليوم