أقلام حرة

الكلمات الفردوسية .. مجموعة من ألواح بهاء الله

عند الحديث عن السيرة البهائية يجب ذكر ومرور ظهور دعوة علي محمد علي محمد الشيرازي (الباب) حيث ان كل الوقائع التالية على وفق الفهم البهائي جاءت نتيجة لدعوة الباب التي أدت حادثة اعدامه الدرامي الى توفير مقدمات لظهور الحركة البهائية التي يصعب تدوين تاريخها دون الرجوع الى بدايات نشوء الحركة البابية السابقة لها والتي كان بهاء الله احد اقطابها.

وبأجماع المصادر التأريخية انطلقت الحركة البهائية في 22أيار عام 1844م في الكتاب الصادر حديثاً "الكلمات الفردوسية"مجموعة من الواح بهاء الله عن دار المدى الذي قام بأعداده وجمعه وتقديمه يوسف افنان ثابت  وهو أسم مستعار لاحد الشخصيات الثقافية العراقية والمهتم بالتصوف والبهائية"قاسم محمد عباس" حيث يواصل منذ سنوات البحث في المواضيع الشائكة والملحة،في كتابه الجديد أهتم يوسف افنان بنشر مجموعة من ألواح بهاء اللة المؤسس الحقيقي للحركة البهائية ورمزها الأكبر حيث نشر افنان مجموعة النصوص التي سميت بالالواح حسب الفهم البهائي ،وقد قام جامع الالواح بتشريح الواح انسجاماً والسياق التأريخي والديني والفكري المتصل بالحركة البهائية وقدمت هذه الألواح بمقاربة تأريخية بمثابة تقديم لهذه النصوص .تناول الكتاب سيرة وظهور البهائية ويذكر ان الباب بدأ بأعلان  دعوة كتاباته بشيراز في المرحلة الأولى من اعلان دعوته وذلك عندما قرأ على الملا حسين البشروئي الفقرات الاولى من(قيوم الاسماء)وهو تفسير تأملي لسورة يوسف اعتمد على البعد الروحي وصفه بهاء الله فيما بعد بأنه : أول وأعظم وأكبرجمع كتب "الدورة البابية"..تضمن كتاب قيوم الأسماء9300فقرة ،ينقسم الى 111نصاً تناول الباب في كل نص منها تفسير آية من آيات السورة المذكورة.وبعد موجة كبيرة من المواجهات بين اصحاب الباب من جهة وبين الدولة ورجال الدين من جهة ثانية قضى اقدر اصحابه واقربهم اليه واعزهم الى قلبه في سلسلة من الحوادث المتعاقبة، دفعت الباب الى حالة من الحزن المفجع اوقفته عن الكتابة لأكثر من خمسة اشهر طبقاً للمؤرخ الزرندي ،سحق الحزن الباب وهو يسمع سقوط اصحابه صرعى بسيوف المسلمين،وامتد القتل لاقرب تابعيه وشملت مجازر للنساء والاطفال ،دُهش للتمثيل الذي تعرضت له اجسادهم ،وابكته الأهانات التي تعرضوا لها،وطبقاً لرفيقه في السجن ان الباب صمت لتسعة ايام واعتزل الآخرين ممتنعاً عن اكل اللحم واشراب وراح في نوبات بكاء عنيفة بسبب تعرض اتباعه ودعوته عبر تصفية رموزها من خلال  عملية دموية ابادت الكثير منهم وعلى راسهم القدوس الذي وضع بعد موته مرتبة مقدسة سواء من قبل الباب أم  من قبل بهاء الله وكذلك قتل الملا حسين العشروئي، أهتمت الكثير من الدراسات بتصنيف الكتابات التي خلفها بهاء الله وبقيت موضوعة التصنيف والترتيب هذه اشكالية تتخللها بعض الصعوبات بالنسبة للكثير من المهتمين بالآثار البهائية منها  كيفية ربط  تصنيف كتابات  بهاء الله بتطور  دعوته وافكاره الأساسية ،أو ربطه بفكر بهاء الله عموماً  أو بعد تسلم شوقي افندي رباني زعامة البهائيين بعد موت  عبد البهاء فقد ذهب الى انه يمكننا التعامل مع هذه الكتابات على وفق مراحل ثلاثة بمعنى انه قسم كتابات بهاء الله على ثلاثة اقسام:

1.الكتابات التي تعتبر نتائج اعلان دعوته في ادرنه، ويعني بها الألواح التي وجهها بهاء الله الى الملوك والرؤوساء.

2.الكتابات التي تتضمن تعاليم دعوة بهاء الله واحكامها وبياناتها وهي مثبة في كتابه "الأقدس"

3.الكتابات التي ضمنها الألواح التي اعلن فيها بهاء الله العقائد الأسلامية لدعوته.

 

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1057  الاحد 24/05/2009)

في المثقف اليوم