أقلام حرة

وثيقة سرية لخطة أمريكية للتحريض على غزو العراق

الأمريكي الأسبق جورج بوش ورئيس وزراء بريطانيا الأسبق توني بلير قبل غزو العراق ، أوضح فيها نيتهما للمضي للحرب ضد نظام صدام من غير الرجوع للقرار الثاني للامم المتحدة ، وهي الوثيقة  التي من المتوقع أن تفجر التحقيق الرسمي لدور بريطانيا  في إسقاط صدام حسين .

هذا الوثيقة، المكتوبة في 31 كانون الثاني 2003 وهي قبل الغزو الأمريكي للعراقي بحوالي بشهرين ، مكونة من خمسة صفحات وهي قد كتبت من قبل السير دافيد ماننك مستشار السياسة الخارجية لتوني بلير وقد تم نسخها الى السير جيرمي كرين ستوك سفير بريطانا في الامم المتحدة وجوناثن بول رئيس مكتب توني بلير ورئيس اركان الجيش  الادميرال لورد بويس وسفير بريطانيا في واشنطن السير كريستوفر ماير.

وعندما نحاول ان نستعرض ماجاء في الوثيقة نجد فيها أن كلا الرجلين أصبحا على يقين يوم بعد يوم بان مفتشي الامم المتحدة سوف يفشلون في أيجاد أسلحة دمار شامل ولذلك عليهما ان يفكرا في سيناريو بديل يقدح زناد التدخل العسكري في العراق .

كما نرى  فيها ان بوش قد ابلغ  بلير بانه قد وضع موعد بداية الحرب وانه قد اخبره بانه سوف يرسم خطة لاستفزاز صدام حيث ستطير في سماء العراق  طائرة استطلاع U2 وقد رُسم عليها علم الامم المتحدة مع غطاء عسكري، واضاف بوش" اذا حاول صدام اطلاق النار على الطائرة فانه سيكون قد خرق قرارات الامم المتحدة " وعبر بوش بعدها عن امله بوجود خائن لصدام او هارب عراقي يقوم بأحضار معلومات مهمة عن اسلحة الدمار الشامل مؤكداً انه حتى لو لم يكن هنالك قرار ثاني للامم المتحدة  فان القوات الامريكية سوف تتهيأ لعمل عسكري ضد العراق وكان بلير، كما تشير الوثيقة ،  متفقا في هذا مع بوش الى حد كبير .

وقال خبير في القانون الدولي اطلع على محتويات الوثيقة بان هذه الأخيرة تزودنا بدليل حيوي على مزاج الرجلين وكيف خططا للغزو  ويجب أن يُقدم الى التحقيق الذي يتولاه شارلكوت والذي تأسس من قبل كوردن براون لفحص أسباب ونتائج الحرب على العراق .

وتوقع فيليب ساند وهو بروفيسور في جامعة لندن تسليم الوثيقة للتحقيق وقال بان مثل هذه الوثيقة السرية لها اهمية قومية ولهذا يجب ان يكون التحقيق شفافا و غير سري  كما حاول البعض حث بروان لجعله في اشارة الى طلب توني بلير جعل التحقيق سريا كما نشرت ذلك صحيفة ديلي تيلي غراف البريطانية يوم الاحد الماضي .

وكشفت الوثيقة ان هنالك تغييرا في تفكير كلا الرجلين في نهاية كانون الثاني حيث  اصبح التحضير للحرب الان من اولوياتهما وفي ذلك كتب مانك " كان لزاما على ستراتيجيتنا الدبلوماسية ان ترتب موضوع الخطة العسكرية وهذا الامر كان على الرغم من حقيقة ان بلير لم يعد يسمع نصيحة من المدعي العام لورد كولدسمث حول شرعية الحرب

على العراق .

أنا اعتقد بان هذه الوثيقة، ال" صادمة لدرجة كبيرة " كما وصفها اللورد كوثير رئيس اركان الجيش في عهد بلير ، سوف تؤثر على على سير التحقيق في قضية الحرب على العراق من جهة وعلى مصداقية الحجج التي ساقتها أميركا وبريطانيا أبان مرحلة بوش وتوني بلير للحرب ضد نظام صدام حسين من جهة اخرى... مع أيماننا القاطع  بان اسقاط صدام ونظامه كان أمرا ضروريا لتخليص الشعب من هذا النظام .. الا أنني، مثل الكثير غيري، لا اتفق معهم حول الآلية التي تم فيها هذا الأمر ولا على الكثير من الأشياء التي حدثت بعد إسقاطه .

 

مهند حبيب السماوي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1088  الاربعاء 24/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم