أقلام حرة

بلدية الناصرية... فتشوا عن عيوبكم قبل أن تتطاولوا على السلطة الرابعة.. وكلامنا ليس (حجي جرايد)

مفهوم النظام الديمقراطي فأن هذه السلطة العزلاء إلا من أدواتها البسيطة والمتمثلة (بالقلم والكاميرا والقرطاس) قد نالت الكثير من التجاوزات ومن جهات عدة فتارة التجاوز يأتي من السلطة التشريعية وتارة يأتي من السلطة التنفيذية وقد سجلت خروقات عدة بحق هذه السلطة وهي مدونة لدى الجهات المعنية بهذا الأمر مثل (مرصد الحريات الصحفية، وجمعية الدفاع عن حقوق الصحفيين...الخ) وكل هذا أصبح أمراً معتاداً ومألوفاً لدى أهل هذه السلطة... لكن يأتي التجاوز من قبل دائرة خدمية صغيرة وهي منخورة  في كل مفاصل عملها بالإضافة إلى ضعف أداء خدماتها للناس فهذا أمر يدعوا للتساؤل... فقد قرأت قبل أيام أن أثنين من المهندسين في بلدية الناصرية قاموا برفع دعوى قضائية ضد( شبكة أخبار الناصرية) وأن هذه الشبكة هي  عبارة عن موقع إخباري معروف بمهنيته كما أنه متخصص بنشاطات وأخبار محافظات ذي قار.. وقد فهمت من مضمون الخبر أن هؤلاء المشتكون طالبوا بتعويض مالي قدره (    ) مليون دينار عراقي بحجة أن شبكة أخبار الناصرية قامت بنشر موضوع  ضمن زاوية هموم الناس قد تعرض صاحب الشكوى فيه إلى سمعة هؤلاء المهندسون (الأفذاذ) وأحب هنا أن أبين لهؤلاء ولغيرهم بأن العراق قد تغير وأن ما يحكمه الآن هو الدستور والقانون وأن مثل هذه ( العنتريات) الغير مدروسة هي أفعال مكشوفة وقد تفتح أبواب كانت مغلقة عليهم... ثم أتساءل الأ يوجد مشاور قانوني في بلدية الناصرية لينصح هؤلاء قبل إن يقوموا بهذه الخطوة التي تمثل سابقة خطيرة في كل إبعادها... ربما لم يطلع هؤلاء على نصوص الدستور الذي استفتى عليه الشعب العراقي ويعرفوا ماذا يمثل الإعلام من خلال نصوصه المتعددة... وعلى أية حال فأن هذه الخطوة التي  خطتها بلدية الناصرية ستفتح على نفسها ( نار جهنم) بعد أن تتآزر الأسرة الصحفية والإعلامية وتقف إلى جانب الحق مع شبكة إخبار الناصرية... ليس أنحيازاً مني حينما أقول ذلك وإنما أنبه إلى أمرٍ خطير قد يحدق بصاحبة الجلالة مالم نقف موقف واحد بوجه كل من يريد المساس بها دون وجه حق.، وأود أن أشير هنا بأن أغلب دوائرنا ومؤسساتنا حينما تنشر لها خبر أيجابي ترضى عنك كل الرضا وحينما تشخص حالة سلبية في عملها تنصب لك العداء وتعتبرك عدوها اللدود.. فهذا الفهم الخاطئ وهذه الثقافة ينبغي أن تتغير وعلى الجميع أن يدرك أن الأعلام هو سلطة تعمل لخدمة الناس وبالتالي ينعكس ذلك على خدمة البلد بشكل عام وبدون هذه السلطة لاتستقيم السلطات الثلاث الأخرى التي نوهنا عنها أنفاً... وأخيرا وليس أخرا أوجه كلامي لبلدية الناصرية  وبالتساؤلات التالية :

•من دفعكم لهذه الخطوة الغير مدروسة ومن قال لكم بأنكم ستكسبون الملايين من خلالها..؟

•أليس الأجدر بكم التفتيش عن عيوبكم بدلا من التطاول على السلطة الرابعة..؟؟

• أن قلتم ماهي عيوبنا فسيكون لنا كلام أخر معكم ونبرز لكم هذه العيوب بالدليل والحجة والبرهان...؟

• أعلموا أن شبكة إخبار الناصرية ليست بمفردها فهي سلطة والسلطة لها قانون يحميها ولها رجالها وهم يقفون معها على منصة الحق والعدل ومهما كلف الأمر من أثمان..؟؟

•تنويه... هذا خرق واختراق لحرية الصحافة قد  شرعنته لنفسها بلدية الناصرية وهي من تتحمل تبعات فعلتها هذه لكن نحذر اخوات هذه الدائرة إن يحذو حذوها وأن يتعلموا الدرس  من ما تترتب عليه من نتائج فعلة بلدية الناصرية وفعلا كما قيل (قد جنت على نفسها براقش) وكلامنا ليس كما تظنون هو( حجي جرايد)...!!

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1088  الاربعاء 24/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم