أقلام حرة

ماذا جنينا من المحتل؟

وقد ولى زمن الطغاة

فلا مقابر ولا اضطهاد ولا ظلم ولا سجون ولا تعذيب

قلت مسرورا: او ذلك حاصل؟

قال: بلى واكثر فابشر

قلت: أذهاب للظالم بغير رجعة ؟

قال: بلى مع حزبه فلا رجعة بعد اليوم

فاستبشرت كغيري وقلت: والظلم كذلك فلا رجعة ؟

قال: اشششششششششششششششششش - وتلفت يمينا وشمالا -

لايحق لي الكلام فللجدران اذان

وهنا محل الكلام

....................

 

لابد لي كي لا اجن ان اجعل للغيب فسحة فيما يجري والا ساجن فليس من المعقول ان ما يجري في العراق هو (الديمقراطية) التي بشرونا بها، طبعا لايعقل لذي عقل ان يسمي هذه الفوضى ديمقراطية وان حلى للبعض المروض والمهجن ان يسميها كذلك .

 

فقد انقلبت الامور سافلها عاليها والعكس دون معيار ووجه حق فبأسم الحرية تنتهك الكرامة والقيم ومُثلا تعلمناها ، وبأسم الديمقراطية حكمونا ببعض الوجوه التي لا تتغير وانما تتناوب الادوار ليس الا .

أي بشرى روجتم لها سادتي وقبلكم المحتل، واين مصطلحاتكم الفارغة البراقة فلا رفاهية ولا حرية ولا سعادة وقتية او أبدية .

 

جعلتمونا بين خيارين لا ثالث لهما:

اما نظام البعث وجلاوزته وقمعه او الاحتلال ودمويته ورجالاته الفاسدين

قلتم ولى زمن المقابر والاضطهاد والظلم وحان وقت الاعمار والعدالة والحرية .

والطريف انه وبعد ست سنوات لم يحن الثاني ولم ينته الاول .

زرعتم عنوة بذاكرتنا التعبة مفاهيم براقة مفخخة وازلتم اخرى نحنُّ اليها، فبعد ان كنا اخوة ندرس معا ونلعب دون ان نميز من المسيحي او المسلم او الصابئي ومن الشيعي او السني اصبح اليوم الهاجس الاول لنا معرفة ذلك، والكل تقوقع خلف طائفته وداخل الكتل الكونكريتية التي ابتدعتموها لنا .

لا انكر ان بعضهم قد وقع مخمورا لشربه خمر مصطلحاتكم واندمج معكم وروج لاكاذيبكم فاعانكم على نفسه وعلى قيم ابناء جلدته فقدمتموه باطلا وابعدتم الشرفاء، هذا الم تسجنوهم او تطاردوهم او تقاضوهم:

(ويد تكبل وهي مما يقتدى ويد تقبل وهي مما تقطع

ويصان ذاك لانه من معشر ويضام ذاك لانه لايركع)

فهل يحق لي او لاي شخص ان يسمي ما جلبته لنا اميركا بالديمقراطية ؟

وهل الدولة التي جيشها - الذي تفتخر به - يقتل وينتهك ويعتقل ويغتصب ممكن ان تصدر لنا غير القتل والتدمير؟

 الدولة التي تعتبر الاشد فتكا وقتلا كيف يمكن تسميتها بالديمقراطية ولها سوابق في اقالة وقتل رؤساء ووزراء ووو بل ورئيس لها لانه فقط توجه خلاف مصلحتها الكبرى فهي دولة المصالح التي لاجلها تفعل ماتشاء ولمن تشاء وفي أي وقت تشاء.

هذه الدولة التي رسمت للعراق والمنطقة خارطة باللون الاحمر المقسم عرقيا وطائفيا وزرعت رجالات تدربوا لديها وتفوقوا في خدمتها في جسد الامة لا يمكن ان نغفر لها ما يجري او سيجري .

 

لان الاحتلال لاينحصر بقذارة المارينز وحدهم، ولو كان منحصرا لهان الامر بمجرد خروجهم وانما للاحتلال انواع اخرى بغيضة واشد خطرا ومنه مانواجهه من احباط ويأس لواقع لا امل مرجوا فيه على المستقل القريب فاصبح العراق متاهة لا نعرف مخرجا لها او متى نخرج منها بفضل المحتل ومن روج للمحتل ومن اعان المحتل باليد او اللسان او بالقلب .

 

 والاغرب ان عدة وسائل اعلام من فضائيات او صحف او مواقع او اقلام لا زالت تتحدث وتفتخر بالديمقراطية التي جلبها المحتل، والاكثر غرابة انها بدأت تروج لنوايا خطط لها مسبقا كحق العودة ليهود العراق وحقوقهم التي سلبت، ولا تتحدث عن جرائم المحتل وحقوقنا التي سلبت ودماءنا التي اريقت واعراضنا التي هتكت ومقدساتنا التي دنست، اوتتحدث ولكن بخجل فتلقي باللائمة على القاعدة او البعث او المجاميع الخاصة.

 

هذا المحتل تطابقت مصالحه الان مع الانسحاب ولو جزئيا فماذا ترك وراءه من انجازات:

1- الاف الارامل

2- الاف اليتامى

3- الاف العوائل تحت خط الفقر

4- مؤسسات محطمة

5- الاف المهجرين

6- الاف الضحايا

7- الاف المفقودين

8- الاف المعتقلين

9- الفساد

10- المفسدين

11- عراقيين هوية فقط

12- وسائل اعلام هدامة

13- عملاء لايهمهم الا انفسهم وماوراء الحدود

14- ازال الظالم واوجد لنا عدة ظلمة تفننوا في فرديتهم ودكتاتوريتهم واقصائهم للاخرين وقربوا اقرباءهم واصدقاءهم كما فعل قبلهم صدام فما الفرق الا بالاسم

15- واخرى فاكتب ماشئت

وكلها بفضل ونتاج المحتل وديمقراطيته التي بشرنا بها، شوهوا الاسلام برموز هم جلبوها واتفقوا معها ورضوا بافعالها ثم قالوا لا خير في الاسلام والاسلاميين !

 واختم اوجاعي بقصة وزير التجارة السوداني فانها بحق تمثل الوجه الاسود لزمن مابعد الاحتلال فقد اطلق سراح الرجل بكفالة مالية دفعها حزب الدعوة فرع السماوة على ان تحال اوراقه لاحقا الى اللجنة التحقيقة فماذا حصل ؟

اولا: رفعت دعوى قضائية تجاه النائب الساعدي بدعوى اعادته للطائرة دون وجه قانوني

ثانيا: احالة الكابتن كفاح الى التحقيق وتجميد عمله في مطار بغداد

ثالثا: عزل القاضي عبدالامير الشمري من منصب قاضي النزاهة في السماوة

رابعا: رفض رئاسة الوزراء احالة اوراق قضية السوداني الى اللجنة التحقيقية

هذه هي المعايير سادتي مقلوبة كما ترون فيحاكم البرئ ويكرم المجرم، فانظروا مستوى الديمقراطية الى اين وصلت في العراق وانظروا الى عقلية ساسة البلاد فيفعلون مايشاءون باسم الديمقراطية ويتغنون بزوال الدكتاتورية!

فعاشت دكتاتورية حكومتنا ومفسديها من الاولين والاخرين .

وعاش الظلم معنا باوجه جديدة تقمصت ادوارها بحرفية مخادعة والويل لمن يعارضهم او يفضحهم .

وعاش الوزراء الفاسدون وحواشيهم الموقرة ولتمتلء كروش القوم باموال اليتامى والارامل والمعدان من بعثيي الداخل المساكين الذين كانوا غوغاء في زمن البعث والان بعثيين في زمن الاحزاب الحاكمة

وعاشت المنطقة الخضراء الملاذ الامن لذوي الجنسية المزدوجة

وعاشت (ديمقراطية) رئيس الوزراء صاحب الصولات واخرها على الفساد !

وعاش وعشش الفساد في وزارة التجارة والصحة والنفط و...  و...  و....  و.... و....و....و....و....

(والك الله ياعراق )

 

[email protected]

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1089  الخميس 25/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم