أقلام حرة

الطوق السداسي يخنق العراق الجديد

على الرغم من ان هذه القواسم تتجاوز الحدود الجغرافية والمشتركات الاقتصادية والامنية وربما حتى مشترك الدم والدين لتغوص في عمق التأريخ وكينونة المنطقة بما تحملته ارضها وسكانها من ظواهر هابطة من السماء او افرزها جدّنا المشترك الاول انسان هذه البقعة. وربما يتقاسم العراق مع هذا الطوق الشرير وبصورة قهرية سحابة المطر السوداء.

 كونياً، فان شمس العراق تبزغ من الافق الايراني لكنها تغرب في عين حمئة لازالت تبعث رسل الشر الى العراق من حدوده الغربية. فايران تورد حمماً خلسة عند ذلك الافق لتفتك بجوف العراق، وتستبيح حرمته لتحط من عليائه. فمع الاصيل تتسلل مدلهمات القومية المشينة ضد الوسط والجنوب الخالي من صدام ونظام العفالقة اللذان صليا وقليا العراقيين ومعهم ايران من اقصاها لادناها بنيران جريمة حرب الثمانية اعوام.

 اليوم فان أكبر أخطاء السياسة الايرانية يكمن في نظرتها الى استقرار الوضع في عراق ما بعد صدام إحصين التكريتي واعتبار استقرار البلد عامل زعزعة وقلق لنظام ايران الحالي، وغالبا ما يبرر الايرانيون نظرتهم السوداء هذه بالوجود الاجنبي في العراق. وهي نظرة مستهترة جدا بمقدرات الشعب العراقي الذي قدم المزيد من الألم ولايزال بسبب هذه النظرة.

 اما اذا ما غربت شمس العراق بعد ان تمخر شريطه الحدودي الغربي دفعة واحدة مع تراب سوريا فالاردن ثم السعودية، ففي هذه اللحظة وجدنا كيف نهضت من جحورها ضواري الشر والتكفير وهي تتسربل ثياب الجهل والسلفية المتحجرة في تلك البلدان، لتنزوا نزو القردة داخل الفناء العراقي البريء. تفجيرات مؤخرا في اسواق شعبية وتجمعات بريئة وصلوات في حسينيات وجوامع في الناصرية وبغداد وكركوك.!

 هؤلاء المسوخ فقدوا الامل في التعايش السلمي مع العراقيين النبلاء الطيبين،! ويبدو ذلك انكسارا في نفوس هذه الضواري بعد خسارتهم الكبيرة اثر شنق "الريس" صدام إحصين وانهيار عروتهم في اسرته من آل تكريت التي توزعت في شوارع الخليج وحانات الاردن.

 لذا انطلقت هذه الزواحف الشريرة تخطط وتنفق الاموال الطائلة ربما نصف خزينة الطوق تساندها قوانات تكفير العراقيين المستمرة لاجل زعزعة استقرارنا في العراق وسلب العافية من ارضنا وسمائنا في محاولة خائبة للابقاء على عروشهم آمنة.

 ثم "دجاجة العرب السمراء" تلك هي الكويت التي احسنت توزيع بيضها على الفلسطينيين قبل نكثهم ومكرهم بالكويتيين مع صدام،! كذلك حسنت الكويت الانبطاح التام لرغبة صدام طيلة سنوات الثمانينات واعطته الجزية عن يد وهي صاغرة. هي الاخرى كيف وجدنها تتنمر على العراق الخالي من صدام لتطالب بالمزيد من ابقاء الظلم على العراقيين بسبب من حقد دفين ومن هلعها اللامبر بتكرار ابتلاعها من قبل العراقيين او المطالبة بها واعادتها للصف الوطني العراقي كونها منه واليه تاريخيا وجغرافيا.

 ومن هنا ايضا فلا اظن ان البند السابع سيعافي الكويتيين من حالة الخوف التي تتفشى في ابدانهم.

 واخيرا عسكرتاريا تركيا، التي ما برحت تمارس الصفاقة بكل مستوياتها لاجل خطب ود الاتحاد الاروبي والغرب عموما مبتعدة عن خواصرها في المنظومة العربية والاسلامية. وما اصطفاف تركيا الاتاتوركية مع الاداء الاسرائلي المجرم ضد فلسطين وسوريا الا دليل اكبر على ذلك.

 اقامة السدود العديدة والهائلة على منابع مياه العراق لاضفاء المزيد من الالم وممارسة الضغط على الحكومة العراقية المبتلاة بمشاكل الخارج وترتيب الداخل. ومن ثم لتثير المزيد من النعرات التي تضرم النار في الجسد العراقي وخاصة في جزئه التركماني.

 شتاء 2009- ملبورن

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1092  الاحد 28/06/2009)

 

في المثقف اليوم