أقلام حرة

احذروا الكيس الأسود

استخدام الولايات المتحدة الأمريكية الأسلحة النووية في غزوها واحتلالها بحسب منظمات دولية وفريق دولي متخصص أجرى مسحا على ذلك في العراق وخرج بهذه الحصيلة التي تكشف عن تعرض العراقيين إلى خطر الإبادة الجماعية على أيدي قوات الاحتلال الأمريكي، وقد تسبب الإشعاع هذا في تفشي مرض السرطان المميت وما عادت المشفى الوحيدة في العراق تلبي الحاجة بسبب تزايد أعداد المصابين بهذا المرض .

وفضلا عن الإشعاع النووي يعاني العراقيون اليوم من تلوث مياه الشرب وسط اتهامات الجهات المسؤولة بعضها البعض الآخر، فأمين بغداد وجد في مناسبة سابقة أن إثارة هذه القضية هي لأغراض سياسية تستهدفه شخصيا نافيا أن تكون ملوثة بشهادة طرف دولي قام بفحصها وإعطاء الرأي بشأن صلاحيتها للاستهلاك البشري، في حين وجدت وزارة البيئة التي تعاني من قلة تخصيصاتها المالية أن هذه المسألة الخطيرة هي من مسؤولية أمانة بغداد عن محافظة بغداد ووزارة البلديات والأشغال العامة مسؤولة عن المحافظات العراقية، ووسط الاتهامات وإلقاء المسؤولية بين الأطراف المذكورة تشهد المشافي في بغداد والمحافظات أعدادا لايستهان بها من العراقيين المصابين بالأمراض من جراء تلوث مياه الشرب.

أما الألغام التي تهدد حياة الإنسان في العراق فهي كثيرة فقد بلغت حسب إحصائية إحدى المنظمات المسؤولة عن معالجتها (25) مليون لغم، أي أن حصة كل موطن هي لغم واحد لايدري متى ينفجر عليه في ظل بيئة أمنية تشهد بين حين وآخر سقوط العشرات من الضحايا والجرحى في تفجيرات إرهابية تحدق بالمواطن العراقي الذي كان يتوقع في ظل ماأسموه بالتغيير أن يحظى برعاية صحية واجتماعية يحسد عليها، ولكنه حصل على الكثير من الآلام والمخاطر في ظل التدمير الذي طال كل شيء بما فيه الإنسان العراقي نفسه، ولا نريد أن نتوسع هنا فنعدد هذه المخاطر وهي كثيرة والحمد لله تعالى الذي لايحمد على مكروه سواه، ولكن (ضومط كامل) وهو رئيس حزب البيئة العالمي لفت أنظارنا وعبر شاشة إحدى الفضائيات العربية إلى مخاطر استخدام كيس النايلون الأسود تحديدا لاحتوائه على مادة (الديوكسين) ومواد مسرطنة أخرى، بمعنى وحسب قوله أننا نحمل السرطان معنا إلى بيوتنا من دون أن نعلم ، حتى خلت أن أمانة بغداد قد اختارت الكيس الأسود لحفظ النفايات عن دراية، وأنا أدرك جيدا أن لاامانة بغداد ولاحتى وزارة البيئة والجهاز المركزي للتقييس والسيطرة النوعية الذي يحذر وعبر نشراته عن مخاطر وجود المواد المسرطنة في بعض الاغذية والمشروبات والعصائر بفضل الضمائر الميتة، الا انه حتى الآن لم يكتشف ماأشار إليه رئيس حزب البيئة العالمي، ووزارة الصحة آخر من يعلم في ظل الفساد الإداري الذي أصاب معظم مفاصلها بشهادة مفتشها العام، أما وزارة البيئة فهي تكتفي بالتحذيرات مما اشرنا إليه عدا كيس النايلون الأسود الذي لم تكتشف مخاطره حتى الآن، فالوزارة تعاني من قلة التخصيصات المالية التي تسعفها في معالجة مخاطر البيئة في العراق، وقد ألقت بالمسؤولية على جهات أخرى وجدت من مسؤوليتها معالجة تلوث مياه الشرب على سبيل المثال، فأمانة بغداد مسؤولة عن حدود مسؤوليتها وهكذا الأمر بالنسبة لوزارة البلديات والأشغال العامة المسؤولة عن معالجة تلوث مياه الشرب في المحافظات ومابين إلقاء المسؤولية على الجهات المسؤولة في مابينها والتحذيرات التي تطلقها يفقد الإنسان العراقي حياته فمن لم يمت بالسرطان مات بغيره .

و(ضومط كامل) رئيس حزب البيئة العالمي يحذر من استخدام هذا النوع من أكياس النايلون المنتشر بكثرة في أسواقنا من دون أن تنتبه الجهات التي ذكرناها إلى خطورته على صحة الفرد العراقي حتى أننا نتعامل معه وكأنه كائن أليف لايؤذي كما يؤذي الفاسدون في العراق، ولااريد أن احكي قصتي والكيس الأسود الذي ذهب ضحيته اثنين هما كاتب هذا العمود والزميل الفنان الدكتور رياض شهيد عام 1984، ولنا عودة إلى هذه الحكاية في اقرب فرصة بوصفنا الفائزين بقرعة الالتحاق بجبهة القتال .

 

    صحفي وكاتب عراقي

    رئيس المنتدى العراقي للتنمية الاجتماعية والإنسانية / منظمة غير حكومية مستقلة

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1093  الاثنين 29/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم