أقلام حرة

يمضون ونبقى

 لكن الأخيرة يدور بشأنها حديث وجدل برلماني حكومي لإقرار قانونها من عدمه . ومع كبر المهمة وضخامة المسؤولية التي ستتحملها هذه الأجهزة في حفظ الأمن وسلامة المواطنين وبرغم حداثة تشكيلها وما رافقه من أشاكالات واتهامات ومغالطات هنا وهناك، وما اثير في الفترة الأخيرة من وجود انتهاكات في بعض سجون وزارتي الداخلية والدفاع، الا  ان آمال الشارع العراقي والمواطنين عامة  ستكون معلقة عليهم  وعلى استعداداتهم العسكرية والاستخباراتية والمعلوماتية في استتباب الامور والمحافظة على ما تحقق من منجز امني .

الا ان  بعض الجهات تشكك بقدرة القوات العراقية في حفظ الأمن، وأخرى تدعو الى ضرورة الاستعداد بشكل كامل، وثالثة حكومية وقريبة من الحكومة، تعلن استعداد وجاهزية القوات بشكل تام لتسلم المسؤولية الأمنية، ولا باس فلكل نظرته وتصوره  وهاجسه عن الحالة في العراق بعد الانسحاب الأمريكي، لكن هل المحافظة على ما تحقق من منجزات امنية في الفترة الأخيرة مسوؤلية رجال الأمن فقط ؟.

ربما يكون التحدي الأمني فوريا او وقتيا، وقد يأخذ الشهور الأولى أو السنة الأولى بعد ذلك ينتهى بشكل ما . الا ان  التحدي الحقيقي والاكبر هو تحد  سياسي ومجتمعي ، وذلك للانقسام الذي أصاب البلد، من خلال الصراعات السياسية وتدخلات خارجية كانت السبب في  تبلور الوضع الطائفي والمذهبي والجغرافي، إضافة الى التحديات الأخرى مثل إعادة بناء واعمار البلد اقتصاديا وعلميا وخدميا وثقافيا، كلها  اسباب ومسببات  استتباب الوضع الامني بعد الانسحاب الامريكي من عدمه .

 هذه التحديات رئيسة، فلن نستطيع التعامل مع التحدي الامني بمعزل عن التحدي السياسي والتحدي المجتمعي والتخلص من شرور المحاصصة والطائفية البغيضة . وتوفير فرص العمل، واقامة المشاريع الخدمية، ونشر روح المحبة والتسامح بين المكونات العراقية من خلال الاهتمام بالجانب الثقافي والعلمي لشرائح المجتع المختلفة .

فالتوافق السياسي حول الكثير من الامور والملفات العالقة سيكون مفتاح لحلها وخصوصا الامنية منها، كما  يمكن ان يمضي بنا قدما في مسيرة البلد الجديدة نحو الديمقراطية وحكم الشعب لنفسه بنفسه، اذ يمكن من خلال ذلك التوافق ان نعيد  بناء مجتمع متماسك صلب بوجه كل التحديات ،يرافقه  بروز حكم وطني يحمي الكل ويحفظ حقوق الجميع، ويفتح الباب أمام الجميع للتقدم وللمشاركة في العمل والبناء وادارة شؤون البلاد بصورة جماعية . حينها سيتمكن العراق من استعادة دوره الحقيقي في المنطقة والعالم . وسنحفظ جميعا وكل من موقعه امن واستقرار البلد .

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1093  الاثنين 29/06/2009)

 

 

في المثقف اليوم