أقلام حرة

ماذا بعد الأنسحاب...!!؟؟

انسحابها بأتفاق  لأن الأهم عندي هو هل يبقى العراق (عراق) ..؟؟ أم يتحول إلى  (عراك) ..؟  فبالرغم من  ضجيج التحليلات والتأويلات الإخبارية حول هذا الحدث  يبقى  ثمة أفق ممتد حول مستقبل العراق  مابعد 30 حزيران ... الأمتداد هذا ينسجه الوجل والقلق والترقب لما ستؤول أليه الأمور بعد هذا التأريخ  لأن الساحة  العراقية والمشهد العراقي مزدحم بالملفات الشائكة  والتي    لازالت  مركونة على رفوف الأختلاف ... فها هي  الهمرات والمدرعات الأمريكية قد تنظفت منها شوارعنا المقدسة، لكن خلفت وراءها أطنان من الكونكريت وآلاف من الشوارع المغلقة والمخربة والملايين من  الأرامل والأيتام والشهداء والمعوقين والمهاجرين والمهجرين... غادرت بلا رجعة لكن العراق بلا كهرباء ولا صحة ولاماء ولامدن نظيفة...؟؟ كل هذا وغيره من مخلفات الأمريكان فأمريكا حينما غزت العراق لم تفكر ببناء هذا البلد المحطم بل   كان جل اهتمامها تخريب قدرات هذا البلد الولود وإنشاء معتقلات وسجون على أمتداد مساحته الجغرافية،

 أنسحبت أمريكا اليوم من العراق وهو اليوم الذي سمي بيوم السيادة... لكن التساؤل هنا هو ماذا بعد الأنسحاب..؟؟ هل يلغى دستور إقليم كوردستان ليتوحد العراق..؟ وهل  يتخلص العراق  من المحاصصة الطائفية.؟ وهل تلغى المادة(140) حتى يستقر العراق.؟ هل يعود أبناء العراق المغتربين إلى أحضان وطنهم..؟ وهل نقضي على ملفات الفاسدة التي باتت اشد خطراً من إرهاب القاعدة..؟

 ملفات كثيرة وكثيرة  شائكة ومعقدة وهي كلها تستنزف من البلد مالاً ووقتاً...!! ملفات منها تتعلق بنوع وشكل الحكومة المقبلة فهل هي حكومة برلمانية أم رئاسية..؟ وماهي صلاحيات رئيس الجمهورية ؟ وكم تكون ميزانيته..؟ هل تتطهر الأجهزة الأمنية من الضباط (الدمج) ..؟  هل تتوقف أعمال العنف ومظاهر التسلح وتلغى من قاموس العراق  مفردات عدة مثل (الميليشيات ، الحواسم،، النكرية) هل تأتي لنا الكهرباء  دون أنقطاع وهل يدخل الغاز إلى منازلنا دون عناء..؟ أسئلة عديدة وعديدة وكلها بحاجة إلى إجابة عاجلا أم أجلا  ... لا أريد من كل ذلك التقليل من فرح العراقيين بعودة السيادة لهم  فأنا فرح مثلهم لأن العراق أصبح  خالٍ من (صدام، الأمريكان)  لكن هذه أسئلة ملحة كونها ترتبط بمستقبلنا،،، ومستقبلنا ينبغي نحن من نرسمه (لأن الحمل الثقيل لاينوء به الأ أهله)... نعم لقد فرحنا وأحتفلنا واستعرضت قواتنا أمامنا فرحاً منها بأستلام زمام الأمور بيدها ... لكن هل  تفتح لنا قواتنا سجون أضافية أم أنها تراعينا وفقا لمبادئ حقوق الإنسان..؟   فلابد أن يتفعل الدستور وتبنى دولة المؤسسات ونشرع بالاستثمار ولابد أن نتوحد ونتصالح ونعمر نفوسنا لكي  نبني العراق ...  فلقد غادر الغربان... ووداعا للأمريكان لكن نريد الخدمة والأمان... فمن  يمنحنا عمرنا الذي راح  ...؟ وهل تتحقق أمانينا بعد الأنسحاب  منك يا

  عراااااااااااااااااااااااااااااااااااااق...؟؟؟

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1095  الاربعاء 01/07/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم