أقلام حرة

دمعة السيادة

المتبقية من آخر عاصفة ترابية كان لها شكل آخر وهي ترنو صوب سيارات وعربات وهمرات القوات الأمنية وهي تجوب الشوارع مزينة بالورود واللافتات والأعلام العراقية والموسيقى والاغاني والأناشيد التي تتغنى بحب العراق، حينها لم استطع أن أتمالك نفسي سالت دمعة فرحة سيادية امتزجت بهلهولة ام عراقية كانت توزع الحلوى والشربت والمعجنات على رجال الأمن في إحدى السيطرات كم كانت بغداد جميلة وهي خالية من العجلات والقوات الأمريكية التي انسحبت  خارج المدن بانتظار الانسحاب الكامل من البلد.

عشية امس كان هناك انتشار كثيف ومركز لقطعات الأمن العراقية من قوات وزارتي الدفاع والداخلية، حيث كانت مستعدة وجاهزة بكل ثقلها التعبوي والفني العسكري والامني مما ولد شعورا بالأمان عند المواطنين لكن هناك بعض الأمور التي  لا بد من الإشارة إليها والتوقف عندها  وأخذها بالحسبان من اجل استمرار الاستقرار الأمني.

فالعدو المتمثل بالإرهاب والجريمة ومن خلال ابتكارها أساليب خسيسة ونتنة لقتل المواطنين هو جهة غير مرئية وغير معلومة للقوات الأمنية،هنا سيكون العامل الأهم اذ سيعمل الإرهاب على الهدوء والسكينة طوال فترة الانذار ومن ثم سيعيد نشاطه الاجرامي، ونحن لا نريد ان تسترخي القوات الأمنية ولو بعض الشيء من خلال ما توصلت اليه في فترة الانذار من نشوة وفرحة بتسلم الملف الامني، وهذا ما عانينا منه في فترات متقاربة وما أحدثتها التفجيرات الاخيرة من سقوط ضحايا  من الابرياء المدنيين.

لذا على القيادة الامنية اولا ان لا تترك الاسترخاء يشيع بين صفوف القوات الامنية اذ ان المسؤولية كبيرة وتاريخية ومهمة في تاريخ العراق الحديث. كذلك لا نريد من  الانذارالمستمر والحذر والترقب ان يؤثر بشكل او بآخر على حركة وتنقل الناس من مكان الى آخر، والجميع يعلم نحن في اشد اشهرالسنة حرارة تموز واب فمن غير الممكن ان ينتظر احدنا  لاجل المرور من السيطرة ساعة او ساعتين وهذا ما رأينا بالأمس في بعض مناطق بغداد، نعم نريد حذرا واستعدادا وترقبا  لكن بعقل ووعي امني وليس بشيء اخر.

كذلك العمل على تنظيف القوات الامنية من الاختراقات من العناصر السيئة والمندسة وادخال عناصره في دورات في مجال حقوق الانسان وكيفية التعامل مع الحالات الطارئة وذلك لزيادة الثقة بين القوات الامنية وعامة الناس.

شيء آخر مهم في استقرار الوضع الامني وهو افساح المجال امام المواطن في ان يكون مساهما وشريكا في حفظ الامن من خلال ما يوفره من معلومات تساعد رجال الامن في القبض على المجرمين والارهابيين وكشف الجريمة قبل وقوعها وذلك من خلال فتح قنوات متعددة للاتصال  بين الجهتين المواطن والقوة الامنية من اجل تحقيق مستوى عال من الوعي الامني عند المواطن.من خلال بث البرامج والاعلانات التي تساعد في تنشيط وتقدم الوعي والحس الامني عند الناس عامة وحتى لا تكون دمعة السيادة ذكرى فقط.

    

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1095  الاربعاء 01/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم