أقلام حرة

اقطعي أنفك و احلق شاربك

ويتتبع الناس أخبارهم وتحركاتهم، وطريقة حياتهم وكلامهم العميق والتافه.

 

أنوف الفنانات العربيات أصبحت تتشابه، ووجوههم كذلك، وكأنهم أفراد لعائلة واحدة، عائلة واحدة تكون سمات بناتها هي الأنف القصير جدا، بل والمقطوع، وكأن صاحبته عادت مشوهة من معركة حربية أو انفجار إرهابي.

 

كما تكون من صفات بنات هذه العائلة الكبيرة، الصدر الكبير المنتفخ كبالونات العيد، والمؤخرة البرازيلية البارزة، والخدود الدائرية الاصطناعية، والذقن الطويلة المدببة.

 

و كأنهن يشعرن بالنقص والدونية لو لم تكن لهن نفس تلك الصفات، التي تصنف أنها على الموضة، أو أنها الشكل الدارج حاليا.

 

أشعر بالأسف لما أجد ممثلة كوميدية عربية موهوبة مثل "شكران مرتجى" تشوه أنفها تشبها بالجميلات، بينما حسناوات هوليود وبوليود لم يقدمن على فعل ما فعلته، وأتأسف كثيرا للشكل الذي أصبحت عليه المطربة أصالة، جمهورها لم يكن بحاجة لتغيير شكلها بتلك الطريقة، لكن هي من كانت تحتاج لرؤية نفسها على ذلك النمط المكرر، وبالمقابل هناك المطربة الكندية "سيلين ديون" التي وصلت للعالمية بجسم نحيف جدا غير منفوخ بالبوتوكس، وأنف طويل جدا.

 

الفنانة الأمريكية الكبيرة "بربرا سترايسند" والتي صنعت مجدها طيلة سنوات عمرها الـ 67 بأنف طويل ومعقوف، وملكة بوليود "أيشواريا راي" التي صنفت كأجمل امرأة في القرن الـ 20، وصلت لتلك المكانة بأنف معقوف قليلا، لو كان لدى فنانة عربية لغيرته وأصبحت مسخا فضائيا.

 

الأمثلة كثيرة جدا، فاتنة بوليود وأجمل جسد هندي "شيلبا شيتي"، لا تزال تحتفظ بأنفها الطبيعي الذي يعتبر عند أخصائي التجميل العرب أنفا مشوها يجب تعديله.

 

و الإعلاميات أيضا أصبن بعقدة الأنوف الطويلة، وقام عدد لا بأس به منهن بقطع أنوفهن على الموضة.

 

أما الرجال، فمن كان منهم يعتز بشواربه كرمز للرجولة، تخلى عن رمزه هذا بالتدريج، حتى لا ينتبه له الجمهور، قام شيئا فشيئا بالتخفيف من شعر الشوارب حتى حذفها كليا، و"راغب علامة" و"عاصي الحلاني" أفضل مثال.

 

كما لم يسلم الإعلاميون الرجال من موضة حلق الشوراب، خاصة ممن يعملون كمقدمي برامج ونشرات أخبار، بدبي خاصة التي تفرض على الساكن بها نمط حياة معين، لكي لا يصنف في خانة القديم وعديم الذوق أو المتأخر، بينما قد نجد نفس الإعلامي لما كان مراسلا في بلده الأصلي، كان يطلق العنان لشواربه تنمو كما شاءت.

 

تقلبات الموضة غير العقلانية، كانت أكثر تأثيرا على الوسط الفني العربي، وجعلت المنتسبات إليه أقرب إلى الكائنات الفضائية المتشابهة، بل وفي الغالب جعلتهن مثل نجمات الأفلام الخليعة.

 

**جمال الدين بوزيان

ناشط اجتماعي جزائري

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1096  الخميس 02/07/2009)

 

في المثقف اليوم