أقلام حرة

صوت البغدادية وصدى العراق

و في زمن الاحتلال البغيض الذي يدون التاريخ مفردات وجوده على ارض الرافدين بمداد من الدم واللوعة والحرمان، سيفرز الغث من السمين، واليوم  ونحن تحت مطرقة الألم  المتواصل التي تستبيح حرمة الدم العراقي الشريف  وتمزق بمخالب شرسة أجساد أبنائه من الفقراء والعاطلين والمشردين والمهجرين  وهم يتحسرون على ابسط متطلبات الحياة من مأكل أو مشرب أو حتى نسمة هواء باردة في حر قاتل توفرها لهم نعمة التكنولوجيا في الكهرباء المعطلة دائما، والتي يبدو أن أزمتها سياسية وليست تقنية، فهل يعقل أن تكون أمريكا بكل جبروتها وتفوقها العلمي والتقني ومقدرتها على اجتياح ارض العراق العصية على الأنس و الجان في عشرين يوم فقط بعد أن عجزت خامس قوة في العالم في حرب الثماني سنوات أن تتجاوز حدود البصرة  فهل يعقل حقا  أن تعجز أمريكا ولمدة سبع سنوات متواليات بالدم والخراب من توفير الكهرباء لبلد صغير لا يعد سوى ولاية صغيرة  من ولاياتها المترامية على حدود العالم الغربية  والتي لم ينقطع التيار الكهربائي في أي منها في الظروف الطبيعية ولو لساعة واحدة فقط .

العراق بعد الاحتلال أيها الأخوة تخرب فيه كل شيء .. الإنسان والبناء والأرض، ومع كل هذا الوجع العراقي القاسي تصمت اغلب الفضائيات العراقية إزاء الخراب المرير وتهتم بأمور هي ابعد منها عن هموم العراقيين، عدا عددقليل من الفضائيات العراقية التي تميز بينها صوت العراق الحر في صوت البغدادية التي أثبتت الأيام في أن القائمين عليها هم أبناء العراق الأصلاء ولا انتماء لديهم سوى للعراق وأبناء العراق، صوتهم هو صوت الفقراء والثكالى واليتامى والمشردين والمضطهدين، صوت كل العراقيين الشرفاء، تتابع أحزانهم وآلامهم، وتبقى مستيقظة ليل نهار للملمة جراحهم ومواساتهم في أحزانهم ومشاركتهم في أفراحهم .

البغدادية في كل برامجها الجريئة الساخنة (المختصر، صاحب الامتياز، حديث الناس، المنصة، حوار الطرشان ويسعد صباحك يا عراق) هي لسان حال كل العراقيين وزادهم اليومي الذي أصبح بفعله الإنساني الجميل يثلج صدور من يحملون الوطن وأبنائه في حدقات عيونهم  ويغيض من تتعبهم كلمة احتلال، وكأنهم يصدقون فعلا بأن أمريكا جاءت لتوقظ الكائنات الميتة لتلتحق بركب الحضارة والتقدم، وما علموا أن سبب الموت والخراب في بلادنا هو الاحتلال ومن والاه ..وها قد خرجت دباباته من المدن والقصبات العراقية، فلا أمل لنا سوى بالتلاحم والوحدة وتقوية الصفوف التي دعت إليها البغدادية في جميع برمجها ومنذ الساعات الأول التي سبقت اختفاء مظاهره المسلحة من المدن ونتمنى أن يكون اختفاء أبديا لا رجعة فيه .

سلام على العراق .. سلام على بغداد .. سلام على البغدادية .. سلام على الدكتور النبيل عون الخشلوك .. سلام على عبد الحميد الصائح وأنس وكاظم المقدادي وداود الفرحان وخيرية المنصور ومنتظر الزيدي وسلام سلام على جميع الجهود الخيرة التي أثبتت للعالم اجمع أن البغدادية هي صوت العراق الحر، وصوت العراق هو صوت البغدادية الذي صداه العراق والعراقيون حتما وأبدا ..

 

 العراق - الناصرية

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1097  الجمعة 03/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم