أقلام حرة

دور المثقف في حملات الترويج الانتخابية

الخلل والفوضى في كثير من الاحيان، حيث يصل الى التشهير والتسويف والقدح والتشويه من اجل الاهداف الحزبية البحتة، ولعرض السلع ومنها منتهية النفاذ وخارجة عن العصر ومتطلباته، بحيث تُستغل المشاعر والمعتقدات ومقدسات الناس من اجل امالتها نحو هذا الطرف او ذاك. ومن يعلم ما يتمتع بع الشعب الكوردستاني من الخصائص الروحية التاريخية يتصور مدى عزف الجهات وخاصة الغيبية الفكر وسلفية العقيدة على اوتار مقدسات الشعب، وحتى الانبياء والرسل والائمة وقصص حياتهم وما يُنقل عنهم لم يسلموا من الترويجات واضيفوا كابداعات دينية للدعايات الانتخابية وفي الحملات الاعلامية الحزبية، ووصلت الحال الى تقويلهم وتوضيح افكارهم وعقائدهم وفق ما يعتقد المروج من الفكر والفلسفة والايمان بما وراء الطبيعة من الشواهد المختلفة التي تعرض هذه الايام من اجل تضليل البسطاء من الناس، واخر ابداعاتهم تفسيرهم لاحلام قوادهم وما يصنعون من الاحلام الخيالية ويخلقون القصص بما يتلائم مع اهدافهم وباسم الاولين من رموز الدين،و من الاحاديث الخيالية التي يحاولون ان يقنعوا الناخبين بها هي التحدث باسم الائمة والانبياء في احلامهم المختلقة، وما قال الامام والشيخ المعصوم والنبي الكريم في حلم القائد الفلاني بانه سيصوت للحزب الاسلامي السياسي الفلاني لو عاش في هذا الزمن لانه يحقق شروط الدين وما يامر به الله في دنياه واخرته، وهكذا تتعدد التضليلات وتتوسع مساحة الاثارة والخيال للتاثير على عقلية البسطاء من الشعب .

 

ان ما يهمنا هو وعي الشعب بنفسه وفكره وعقليته وما يعتقده من الافكار وبرامجه الخاصة في الحياة . وهنا يدخل مستوى الثقافة العامة كعامل حاسم ووحيد لتحرك الفرد وكيفية مشاركته في الواجبات العامة وتمتعه بحقوقه لاستعمالها لمصلحته ومستقبل اجياله . ومن جانب اخر للمثقف الواعي دور كبير كنخبة في مجتمع معلوم وضعه الثقافي الاجتماعي، بحيث يمكنه كشف التضليلات وبيان الحقائق استنادا على الدلائل والمنطق وتوضيح الامور وتسليط الضوء على الحقائق العلمية وعقلانية التفكير بوسائل عصرية واضحة،و هنا يمكن ان نؤكد بان المثقف المحايد هو الحاسم في التحليل والتفسير الصحيح ولتوضيح الامور المتعلقة بالفكر والفلسفة والوقائع الموجودة على الارض . ولابد من بيان الراي الصريح الواضح فيما يخص المعتقدات الخيالية واستغلالها في ترويج الحملات الانتخابية كواجب آني وضروري والرد على الخرافات والتضليلات باسم الدين ورموز التاريخ وانارة الطريق الصحيح في العالم الحضاري العصري المتمدن وما يفرضه المستقبل الواعد للاجيال، وعلى المثقف ان يزيل العوائق التي تضعها القوى الخيالية الغيبية السلفية،و عليه ان يبين الاصح امام الاجيال لضمان مستقبلهم، وهذا عمل وامر في غاية الصعوبة، الا ان قدرة المثقف الواعي تمنحه الارادة والوسيلة لاداء ذلك الواجب الصحيح قدر امكانه وما تسمحه له قدرته والوسائل المتوفرة لديه، ولكن الامر العجيب ان يكون هو بذاته وسيلة بيد هؤلاء دون ان يعلم او يعي ذلك، فهذا لا يمكن السكوت عنه بل على الجميع دراسته وايجاد الطرق السليمة لعلاجه . وهنا يبرز دور المثقف الحقيقي الجوهري الاصيل في بيان ما تتطلبه عملية التطور الطبيعية في الحياة وما العوائق التي تضعها القوى الشاذة امام مسيرة الحياة مستغلة ترسبات التاريخ والقصص الخيالية البالية الا فقاعة ستمحى امام عاصفة الزمن .

 

لابد ان نتوجه الى المثقفين جميعا بعيدا عن التسميات والمواصفات ان يتعاونوا ويكونوا في الساحة، ولا يمكن الياس في امور تهم الجميع دون استثناء،  وهم نخبة وعلى ايديهم تبنى الاوطان وتترفه الاجيال وتسعد الشعوب وتتحقق الاماني ويُضمن المستقبل..

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1098  السبت 04/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم