أقلام حرة

الاحداث تكشف الخفايا احيانا

واستقلالية الحكومة وينشر ايمانه بالتقدمية والعلمانية وخدمة الشعب بكل رحابة صدر، ربما  يعتقد بانه لايُشكك في اقواله واهواله ولكن عندما يظهر ويفرز من نفس الكيان عكس الادعاء في صفة ما واعلن بانه يتميز بها ويظهر العكس فانها ستمحوا الثقة بينه وبين الجماهير الواسعة للشعب، وكما راينا الكثير خلال هذه المرحلة.

 

و هذا لا يعني اي كان الكيان ان لا يصف نفسه بالشكل والمواصفات الذي يريد،ولكن المصداقية تستندعلى الوقائع وما موجود على الارض بعيدا عن المبالغة، ويجب ان تكون المرآة التي يعتمد عليها لانعكاس مواصفاته حقيقية غير مشوهة ومصادقة عليها تاريخيا او منطقيا او وثائقيا . والمجتمع واع للحقائق وماوراء الكلمات المطروحة واهداف الطرح من اجل اية مصلحة او هدف سياسي كان.

 

و من هذا المنظوريمكن ان نقيٌم وضع وصفات اي كيان بافعاله ومسيرته وتاريخه وتركيبته وفلسفته في العمل وافكاره وقياداته ومواصفاتهم . ولكن الاحداث المتكررة التي تحدث بشكل طبيعي تكشف ما هو المستور بعيدا عن محاولات الاختفاء التي تحاول الكيانات ان تعمل عليها من حيث جوهر ما يستمرون عليه،و كما نرى مواقف الكيانات ونظراتهم تجاه القضايا المصيرية وفق سياساتهم ومصالحهم وليس مستقبل ومصير وما تهم الاجيال، وبه يمكننا ان نصدٌق مقدار وكمية الادعاءات والترويجات، وهنا يمكن ان نشيد بدور المثقف الحقيقي المستقل في طرح الحقائق والاسرار المكشوفة بفعل التحليلات والمعلومات المتوفرة وهو ما يتطلبه الواقع من المثقفين والمراقبين .

 

كما هو معلوم،ان الشعب العراقي متعدد الاطياف وموزائيكي التركيب غير منسجم ولا يتصف بمواصفات الشعب الواحد، لا بل نرى التناقضات في بنيته في كافة المجالات، وعلى هذا النحو تسلك الكيانات وفق الظروف الذاتية الانية في تعاملاتها وسياساتها وعلاقاتها الداخلية والخارجية، ولم تكشف ما تعتقد في ظروف غير ملائمة، وانما تنتظر لتسنح الفرص او عند الاحداث المفاجئة التي تفرض نفسها وتتطلب مواقف لابد للكيان ان يحسم امره وفي حينه يعلن ما يعتقد وما يؤمن به حول تلك القضية، وهكذا شاهدنا العديد منذ سقوط الدكتاتورية .

 

و يمكن ان نلقي نظرة على العلاقات بين الاطياف كشعب وبين الكتل السياسية المختلفة كاحزاب وما يمرون به من الظروف ونظرتهم الى القضايا العامة او ما تخص طيف وقسم واخردون ةغيره وكيفية التعامل مع الاخر وحقوقه وواجباته وحريته .لازالت ترسبات التاريخ من الافكار والفلسفات والثقافات والمواصفات الاجتماعية، اي العادات والتقاليد، هي السائدة والمسيطرة على عقلية الجميع تقريبا، وعليه تتفاعل الجهات وتعلن ما في جعبتها عند الضرورة .

 

و طيل تلك الفترة التي مرٌ بها العراق والمتغيرات التي طرات على المنطقة وما شاهدناها من التدخلات المتعددة من دول الاقليم في شؤنه الداخلية، ظهرت مواقف مختلفة وكانت جميعها وفق ما تعتمد القوى من العلاقات الاقليمية وظروفها الداخلية ومصالحها الذاتية فقط، ولذلك استوضحت اهداف هذه القوى وشعاراتها وما تتسم بها وكيفية تعاملها مع الاحداث لجميع افراد الشعب بشكل واضح، وبهذا لا يمكن ان تكون للكلمات والخطابات الرنانة تاثير جذري على اراء المجتمع حول الكتل والاحزاب، بل العمل وما هو المنجز على ارض الواقع يقنع الشعب .و اكثر ما يعتمد عليه الشعب هو الاراء والمواقف من الاحداث والمتغيرات المتعددة في المراحل المتعاقبة .

 

 

 

 

في المثقف اليوم