أقلام حرة

ايـران .... تطلـع نحـو التغيــير

 المتظاهرون  ان نتائج هذه الانتخابات مزورة ولا تعبر عن النبض الحقيقي للشارع  الايراني الذي يتطلع نحو التغيير

اذ سأم  هذا الشارع الخطاب الراديكالي الذي تتبناه اجهزة الدولة الاعلامية والسياسية والعسكرية طوال الثلاث عقود الماضية

فبدا لا يطيق الكثير من توجهات الدولة التي ترمي الى صبغ  الشارع في  ذات اللون، فلم يعد يحتمل شعارات معاداة الغرب والقوى العظمى التي  طالما كانت ترددها اجهزة الدولة الاعلامية  معززة بتوجهات دينية  يتبناها رموز الدولة العليا وعلى راسهم ولي فقيه ايران  علي خامنائي

ويبدو مما رشح من  شعارات اطلقتها المتظاهرون  ان هذه الجماهير التي خرجت الى الشارع  تبحث عن تغيير،  اما  ما هو شكل  هذا االتغيير ليس مهما، فما  يهم هذه الحشود المنتفظة  هو ان لا عودة للخطاب السابق

وبطبيعة الحال لم يكن  السأم من الخطاب الرادايكالي وحده هو سبب خروج هذه الجماهير الذي فاجأ  دوائر صنع القرار في ايران، بل  فعلت الكثير من العوامل فعلها في اخراج هذه الجماهير الى الشارع معبرين عن سخطهم لما يحدث  فكانت نتيجة الانتخابات  بمثابة الفتيل الذي كان ينتظره الكثير من هؤلاء المحتجين على سياسة النظام ككل

 ففي نظر هؤلاء ان هنالك  الكثير من الملفات التي تحتاج الى معالجة حقيقية تغاضت السلطات عنها طوال تلك العقود، وعلى راس هذه الملفات هي ملف البطالة والعاطلين عن العمل فهنالك  مئات الالاف من الشباب لا يجدون فرصة عمل، يضاف اليهم سنويا الوف اخرى ليسطفوا مع هؤلاء

هامش الحرية يكاد  ان يكون مغيبا في ظل نظام يحتكر الفكر والكلمة  متهما كل من  يخرج عن هذا النهج  بالعمالة للغرب

 في ظل هذه  الظروف خرجت هذه الحشود الى الشارع معبرة عن سخطها لهذا النهج

فرُفِعَت الكثير من الشعارات التي  تدين توجهات المؤسسة الراديكالية التي تدير دفة الحكم في

 البلاد  فتصدت لها اجهزة الدولة لامنية من حرس ثورة وقوات امن واجهزة  الشرطة , بقوة  فسقط على  اثر هذه المواجهات عشرات  القتلى  ومئات الجرحى خصوصا بعد  ان اعلن مرشد الثورة موقفه الواضح ازاء ما يجري بان اطراف خارجية تقف وراء  تاجيج هذه الازمة،  مما زاد من وتيرة المواجهات،  الامر الذي عرض موقع ولاية الفقيه في ايران الى تساؤل غير مسبوق الا وهو مدى  المساحة  والصلاحيات التي  يتمتع بها هذا الولي بعد ان اعلن انحيازه التام الى احد المرشحين  وبذلك وحسب وجهة نظر المنتقدين يكون المرشد قد  تحول الى جزء من المشكلة  بدلا ان يكون هو الحل لها،  في حين كان عليه الوقوف على مسافة واحدة من الجميع،

و ما ابداه  منتقدي سياسة النظام التي طالت انتقاداتهم مقام المرشد، وما كانت تردده هتافات وشعارات المتظاهرين الاخيرة  ما  هو الا تجسيد  الى هذا التوجه

ورغم حالة الهيجان التي سادت الشارع خلال الاسابيع المنصرمة الا ان الهدوء النسبي هو السائد  الآن، الا ان هذا الهدوء مشوب بكثير من الحذر وقليل من التفائل لنهاية  واضحة  لهذه الازمة  في المنظور  القريب، ازمة تحمل الكثير من عوامل  بقائها مستعرة، في ظل تزمت واضح في  تمسك كلا  طرفي الازمة بمواقفهما ، الحكومي الرسمي والمعارضة

 

كان لنتيجة هذه  الانتخابات تداعيات كثيرةعلى اصعدة  متعددة  فعلى الصعيد الداخلي بالاضافة  الى اعتراض الاصلاحين عليها فانها قادت الى انقسام الشارع عموما والجهاز الحاكم خصوصا وهنا تكمن خطورة ما يخشاه النظام  الحاكم الا وهو اتساع رقعة هذا الانقسام خصوصا بعد اطلاق بعض الشعارات التي نالت من مرشد الثورة، اذ ان كثيرا من  قادة الدولة  الدينين وعلى راسهم  رئيس البرلمان السابق مهدي كروبي الذي هو احد المرشحين في انتخابات الرئاسة، الذي خسر في هذه الانتخابات ، قد ادان بشدة ما  تعرض اليه المتظاهرون من اعمال قمع ناهيك عن رفضه لنتائج هذه الانتخابات

اما مرشح الرئاسة الخاسر الآخر حسين موسوي، فقد دعى  مؤيديه الى الاستمرار في

اعتراضاتهم من خلال الاستمرار في ما اسماه بالتظاهر السلمي

حسين موسوي الذي هو رئيس وزراء سابق لدورتين اانتخابيتين، ظهر في هذه الانتخابات بوجه آخرغير الوجه الثوري الذي كان يمثله إبآن كان رئيسا للوزراء،  فهو اليوم  ذو توجه اصلاحي

 

 يدعو الى سلوك خط معتدل مختلف تماما لتوجهاته قبل ثلاثين عاما،  فهو اليوم  مختلف كليا عن توجهات  احمدي نجاد الرا دكالي المحافظ

ويبدو ان هذه الازمة التي قادت الى هذه الانقسامات في الشارع  الايراني والجهاز الحاكم بدت  تراوح مكانها، خصوصا بعد ان اعلن شورى الدولة تاييده لصحة الانتخابات وصحة فرز العشرة بالمئة من الاصوات التي كان قد وعد بها هذا المجلس بعد تفجر الازمة، فاعلن ان لاوجود للتزوير وصحة ما تمخض من نتائج  ثم اُعلن تنصيب  احمدي نجاد رئيسا لايران،  ما زاد من وتيرة الاعتراضات من قبل كل من  مرشحي الرئاسة الخاسرَين , موسوي وكروبي ومعهم  من يؤيدهم في ذلك  من زعماء الخط الاصلاحي ولا سيما  الرئيس السابق خاتمي ومسشاريه كل من ابطحي وشريعتي

 لم تكن العاصمة طهران هي الوحيدة التي شهدت موجة الاحتجاجات هذه، بل الامر تعداها لى مدن اخرى، فقد خرج بعض الفقهاء عن صمتهم فاعلنوا شجبهم   لقمع هذه المظاهرات واعتراضهم  على نتائج الانتخابات،  فقد اعلن اية الله حسين منتظري شجبه للطريقة التي تم  فيها قمع مظاهرات المحتجين

اصوات معترضة اخرى ظهرت من داخل المؤسسة الدينية متمثلة  في الحوزة العلمية في كل من  قم واصفهان هي الاخرى شجبت  اعمال القمع هذه فقد وصف اية الله اميني  قمع التظاهرات بهذه الطريقة باللامبرر وحذر من تقسيم الشارع الى محافظ واخر اصلاحي

 اية الله صانعي االذي يعتبر هو الاخر احد رموز الثورة  وصف قمع الشرطة للمتظاهرين بانه غير شرعي ودافع بقوة عن كل من  مهدي كروبي وحسين موسوي

 

اما مواقف الدول العربية ازاء ما يجري في ايران فتراوحت بين من التزم جانب الصمت ووصف ما يجري في ايران على انه شان داخلي، وبين من اهمه تفاقم الازمة في امل ان  تأوول الامور الى جانبه لعله يقطف ثمار ما يجري من تغيير

 هنا احب ان اتوقف قليلا ازاء هذه المواقف

اعتقد ان الدول العربية ليس لها مصلحة  فيما يحدث  فسوف لن تجني شيئا لصالحها اسواء آلت الامور الى  الجانب الاصلاحي  او الراديكالي

 

  اما كيف  فساوضح  ذلك من  خلال عودة قليلة  الى الوراء وقبل عام  

 تحديد1979

اي  قبل الثورة الايرانية،  فقد كان  الشاه حاكما مطقا لايران والرجل معروف في توجهه الليبرالي  فعمامته الامريكية اوضح من جميع عمائم ايران الاصلاحية الحاليين، سعى هذا الليبرالي جاهدا لتاسيس ترسانة تسليحية اخاف فيها جميع دول المنطقة من ضمنها منظومة دول الخليج الموالية الامريكا

وعمل جاهدا على امتلاك سلاح الذرة، ثم احتل الجزر الاماراتية الثلاث وعمل ايضا على التدخل بالشان العراقي من خلال دعمه غير المحدود للاكراد  ضد الحكومة المركزية  في بغداد لاجل تركيعها فكان  ان ذهب ضحية ذلك الالاف من الجنود العراقيين حتى حان موعد توقيع اتفاقية الجزائر التي اخذ فيها الشاه نصف شط العرب مقابل ان يرفع يده  عن دعم الاكراد

لم تقف علاقات الشاه مع الغرب  حائلا امام تطلعاته في التدخل بشؤون جيرانه

 اما الآن فالامر ليس مختلفا  عما كان عليه الحال في زمان الشاه،  فلا تزال الجزر الثلاث تحت سيطرة الايرانين ولم يسمحوا حتى بالتفاوض حولها ففي زمن رئاسة  خاتمي صدر تقرير عن 

الجانب الايراني ان  الجزر طنب الكبرى وطنب الصغرى هي

 (OUT OF QUESION)

ويمكن الحديث او التفاوض حول جزيرة ابي موسى فقط، ثم في الايام التي تلت التقرير تم ابعاد ما تبقى من عرب هذه الجزيرة

   وفي زمن خاتمى ايضا تم تطوير البرنامج النووي والتعاقد لشراء اثنا عشر الف جهاز طرد مركزي

وشهدت الساحة اللبنانية  والعربية اعلى تدخل ايراني فيها

وعليه انا اعتقد ان المراهنة من قبل دولنا على اي نوع نظام في ايران هو امر خاطيئ

 فان حدث ذلك وآلت الامور الى نوع نظام  ما تراه هذه الدول مثاليا في نظرها فسوف لن يكف ايدى ايران عن التدخل في شؤؤن هذه الدول مهما كان حجم العمامة الليبرالية للنظام الجديد الذي سوف يحكم ايران مستقبلا

 وبذلك اقول لا ءا ت  ثلاث

لا يوجد ايراني واحد  يعيد شبرا واحدا من الجزر العربية الثلاث.. لا  يوجد ايراني واحد لا يؤمن بان لا بد لايران  ان تكون دولة  نووية ... لا  يوجد ايراني واحد ليس له اطماع في العراق وفي خيرات دول المنطقة

فاذأَ على ما هذا  التهافت ياحكومات دولنا حرب ليس لكم فيها ناقة ولا جمل دعوا الناس وشانهم

وكونوا حريصين (كما هم الايرانيون ) على مصلحة بلدانكم ومستقبل شعوبكم هو خير لكم من هذا التطبيل لازمة سوف لن تقطفوا من ثمارها شيئا سواء دامت ام قصرت

 

اكـــــرم الفضـــلي

4 - 07 - 2009

 

في المثقف اليوم