أقلام حرة

وسائل الاعلام والمثقف والكيانات السياسية في عملية الترويج الانتخابي

وتعليقاتهم وتحليلاتهم وبالاخص الاسماء الكبيرة لبيانهم كطرف ومن اجل ترويج ما تعتقده الجهات المشاركة في الانتخابات عن طريق الوسيط والموصل الجيد الى اذهان الناخبين،و على الاكثرهو المثقف في اكثر الاحيان سوى كان بعلمه او باستعماله دون ان ان تكون له يد في ذلك وانما معبرا عن قناعاته الذاتية التي تتوائم مع المتطلبات الانية لكيان ما .

 

و منذ بدء عملية الترويج الانتخابي والحملات المتنوعة، ظهرت على صفحات العديد من الصحف والمجلات الاهلية التي تعتبر نفسها مستقلة وهم يثبتون بانهم في هذه الحملات تابعين وغير محايدين الاراء المختلفة، وكما هو الحال لعديد من المثقفين الذين يسمون انفسهم مستقلين وفي الحظة الاولى لحملات الترويج كشف زيف ادعاءاتهم وهم منحازين،و في اول امتحان طبيعي كشفت ميولهم واتجاهاتهم وهم يعبرون عن اهدافهم وامنياتهم وافكارهم بكل صراحة وهذا حقهم الطبيعي بعيدا عن الادعاءات لاستقلاليتهم وعدم انتمائهم . والمحزن في الامر، ان العديد من المثقفين المتنورين يعتمدون كليا على النقد المباشر للسلطة فقط دون ان يشيروا الى البديل الصحي الاحسن من الوضع القائم او الموضوع المنتقد، ولم يقيٌموا الظروف بشكل دقيق بحيث لم يقرؤا الواقع وتاريخ التجربة والوضع الاجتماعي الثقافي الاقتصادي ونقاط الضعف والثغرات كما هو، وكل همهم هو الغاء الوضع القائم جذريا دون تحديد البديل العقلاني والمسار والافاق وكأن وظيفة المثقف الاعتراض فقط . غير ان المطلوب كماهو المنطقي هو الاصلاح وترميم ما مرً عليه الزمن ومن ثم التغيير الطبيعي الحاصل في جميع المجالات ومنها الوضع السياسي والعلاقة الجدلية القوية القائمة التي تربط المحاور الهامة مع بعضها من الوضع الاقتصادي والمستوى الثقافي والامكانيات والقدرات من حيث البنى التحتية والفوقية، والا اما يحدث التغيير الفجائي الكلي بثورة او يؤدي الى فوضى عارمة . واهم عامل مؤثر في عملية التغييريكون من خلال محطة الانتخابات كاحدى المباديء الاساسية للديموقراطية وحكم الشعب وهو الاعلام ودورها البارز في تحديد المسار والطريق الصحيح وما تستغله الكيانات من اجل المصالح المختلفة الذاتية ليس بطريق مثالي للعملية الانتقالية، والاهم للمثقف هو طرح الحجج والدلائل والبراهين لتثبيت الاراء والافكار التي يطرحه في وسائل الاعلام كي يكون مقنعا للجميع .

 

من المؤسف ان ما نشاهده هذه الايام من المحسوبين على المثقفين في اقليم كوردستان وهم مبرمجين ويرددون ما يريده طرف دون اخر كببغاوات مطيعة وهذا ليس من عمل ووظيفة المثقف ولم يمت صلة بالتغيير والاصلاح بشيء، وهذا يضر بالشريحة المثقفة المؤثرة والطليعة النخبوية في عملية تقدم البلد ايضا، ويطيل من المرحلة الانتقالية ويخلخل الوضع ويهز ويقلق المخلصين عن مستقبل الشعب . اهم واجبات المخلصين في هذه الفترة القصيرة من حملة الترويج للانتخابات البرلمانية لاقليم كوردستان وعلى النخبة وفي مقدمتهم المثقفين هي العمل على توعية الشعب وتحذيره من اتباع اساليب غير عصرية، ولا تقل اهمية واجبات مؤسسات المجتمع المدني والاتحادات والنقابات المهنية عن المثقف وهو الاحساس القوي بالمسؤلية تجاه الشعب ومستقبل اجياله .

 

ليست هناك تجربة بعيدة عن المخاطر،فما نراه في اقليم كوردستان من اتباع الطريقة السليمة للعملية الديموقراطية هي بحد ذاتها تعتبر خطر على مصالح من يعيش لحد اليوم على ابقاء السلطات التعسفية في بلاده، والتقدم بخطوة واحدة بنجاح سيهيج ما يفكر فيه البعض ممن لهم المصالح العديدة باقليم كوردستان ويعتبر ما يجري في هذه البقعة ذات علاقة مباشرة مع امنه القومي ويحسب له حسابات عديدة .

 

اذن الواجبات العامة والمهمة تقع على عاتق المثقف فيما يمكن ان يعبر عما يهتم به ويفسره بعقليته في وسائل الاعلام وما يمس الكيانات من خلال حمى الترويج للحملة الانتخابية الجارية الان باشكال مختلفة في كوردستان .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1099  الاحد 05/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم