أقلام حرة

مسلسل التهميش الإيزيدي.. كوردياً هذه المرة..!!!

ونكبّس قبعتنا في رؤوسنا ـ حسبما يقول المثل الشعبي لدينا ـ وعندما أشرقت شمس الحرية، وبدأت موجة التخندقات الطائفية، تخندقنا أسوة بالآخرين، وكان التهميش نصيبنا..

وكي لا يطول الموضوع أكثر أقول، في انتخابات مجالس المحافظات الأخيرة، استبشرنا خيرا بنظام القائمة المفتوحة، وظهر للجميع إن أصواتنا أنقذت قائمة التحالف الكوردستاني من هزيمة منكرة أمام قائمة الحدباء، عندما أوصلنا ثمانية مرشحين إيزيديين إلى مجلس نينوى، وإذا أضفنا مقعد الكوتا، فان أصوات الإيزيدية أوصلت تسعة مرشحين إلى مجلس نينوى المكوّن من 37 مقعدا..

 أي إن أصواتنا تمثل ثلث أصوات محافظة نينوى، وهذا رقم هائل وكبير.. ولكن بسبب التجاذبات السياسية، والنزعة الانتقامية الدكتاتورية للقائمين على قائمة الحدباء، فما زال مرشحينا والجماهير التي صوتت لهم تنتظر نهاية الفلم الهندي، الذي سينتهي بجلسة حوارية وبرعاية أفغانستانية أو صومالية..

 ثم كانت الحلقة ما قبل الأخيرة بمليون حلقة من مسلسل التهميش، عندما أتت الضربة من إخوتنا في القومية، أي القيادة الكوردستانية، وبالذات قيادة الحزبين الرئيسيين (pdk , puk) عندما تكشّفت قائمتهم الموحدة والتي فيها مرشحان إيزيديان يتيمان (يتيم عن كل قائمة)..

ونحن نعلم انه سيتم تطبيق نظام القائمة المغلقة في الانتخابات الكوردستانية، هذا النظام الذي فيه من المثالب والعيوب أكثر مما فيه من ايجابيات، وكم كنا نأمل أن يتم تطبيق نظام القائمة المفتوحة حيث تكون الرؤية واضحة أمام الناخب عندما يصوت للمرشح الذي يراه مؤهلا لتمثيله..

على أية حال.. بلا أدنى شك، إن القيادة الكوردستانية عندما قامت بترشيح (إيزيديين اثنين فقط) عبر القائمة الكوردستانية وضعت أمام ناظريها إن 10% فقط من الإيزيديين يحق لهم التصويت لان مناطقهم حاليا خاضعة لسلطة الإقليم، بينما ألـ 90% ما زالت تتأرجح بين الانتماء للمركز أو الإقليم..

 وهنا نتساءل: هل إن مسالة هذه المناطق لن يتم حلّها أو حسمها خلال أربع سنوات لاحقة من عمر البرلمان الكوردستاني القادم؟؟ وإذا ما تم حلها، هل سيبقى لنا النائبان الاثنان، أم سيتم إيجاد آلية قانونية لرفع عدد الإيزيديين في البرلمان الكوردستاني ـ واعتقد إن هذا غير وارد قانونيا؟؟

كان ينبغي على القيادة الكوردستانية أن تأخذ بنظر الاعتبار الأصوات الإيزيدية في جميع المهرجانات الانتخابية السابقة، و أن تأخذ بالحسبان أيضاً الاستحقاقات الانتخابية اللاحقة وهي الأهم..

 ويبقى لنا تساؤل آخر: هل سيحصل الإيزيدية على منصب سيادي في الحكومة الكوردستانية التي ستنبثق لاحقا والذي هو استحقاق وليس منة؟ أم سيبقى (نائبانا المفترضان) مجرد أعضاء شرف في برلمان كوردستان القادم.. أم سيتم منحهم وزارة شرفية مع وقف التنفيذ؟؟

كما إننا لا نعرف ما هي الحكمة من شمول الإخوة المسيحيين والتركمان في إقليم كوردستان بنظام الكوتا، وحرمان الإيزيديين من ذلك، وعدم مراعاة خصوصيتهم الدينية؟؟

وختاما أقول ما قاله الشاعر العربي طرفة بن العبد عندما قال:

 وظلم ذوي القربى اشد مضاضة

على المرء من وقع الحسام المهند

 

  

في المثقف اليوم