أقلام حرة

ألأبعاد الثلاثة لولادة الإمام علي

باعتبارها منهج يرتبط بإصول الدين عقائدياً وفلسفياً. أما الجانب العقائدي فيرتبط بمفهوم الولاية التكوينية، كونها وردت في القرآن الكريم نصاً ودلالة ومفهوماً، لتحمل معنى العصمة التي أرادها الله على لسان رسوله الكريم في حديث الغدير بإختيار علي (ع) خليفة للمسلمين بعد الرسول ألأكرم (ص)، رغم صغر سنه كونه ممن حملوا رسالة العلم  بالفطرة وكونه من المطهرين والمنتجبين المختارين، بحسب النص والتفسير، وتوضيح هذا له علاقة بفلسفة القرآن والحديث المتعلقين بهذا الأمر .

 

اما البعد السياسي فقد أشار التاريخ الى مجموعة من الخلافات في تطبيق المنهج الإسلامي بعد وفاة الرسول (ص)، ما آل الى جملة من الصراعات والفتن، تم الإختلاف على مواجهتها منذ زمن السقيفة حتى تاريخ خلافته (ع)، ابرزها هو الصراع  السياسي، الذي حصل أبان عهد  الخليفة الثالث ومقتله، لتعقبه خدعة رفع المصاحف، ألتي استخدمها معاوية ، لخداع جيش علي (ع) ما ادى إلى تغيير الوجه المشرق للإسلام،  فكانت النتيجة ولادة زعامات منحرفة وفاسدة خلفها الحكم الأموي بقيادة معاوية، الذي اغتال الإمام الحسن (ع) بقتله بالسم،  ليعقب ذلك وفقاً لنفس النهج، الحاكم الإبن  الطاغية يزيد، الذي قتل الحسين (ع)  في معركة الطف، والتي مثلت الفاصلة التاريخية  بين ألإسلام المنحرف والإسلام الحقيقي .. لهذا يعد موضوع ولادة الإمام علي (ع) عنوان مشرق لمرحلة الإمامة  وتتمة لازمة للنبوة،  بها يستنهض التاريخ حقيقة المظهر االفاسد لمرحلة السلطة الجائرة،التي قامت على اساس إستعباد الآخرين تحت عنوان الطاعة العمياء للحاكم كما ورد (وأطيعوا أولي الأمر منكم وإن كانوا بغاة فاجرينا ) .

 

اما البعد الأخلاقي والفكري فقد اسس الإمام علي (ع) نظريته على اركان ثلاثة، اولاهما العدل، وثانيهما العلم، وثالثهما المساواة .. لقد حارب علي (ع) فكرية العبودية، ليحرر العرب أنذاك من نظام التخلف والجهل، وأطلق العلم فكان خير قاض وخير مستشار في عصر الخلفاء للإفتاء بحل مشاكل الرعية ونصرة الضعيف والمظلوم، أما في باب المساواة، فقد أعلن (ع) نظرية الحرية، ليحارب العبودية والإستغلال .. لقد وقف (ع) بوجه المحتكرين وأصحاب رؤوس الأموال، ليساعد الفقراء والجياع  . 

 

لقد كان (ع) اشتراكياً لإنه أشرك الجميع في نظرية القيمة كما ورد (قيمة كل أمريء بقدر ما يحسنه) ومصلحاً اجتماعيا وعادلاً لإنه يرفض المبيت على استغاثة جائع، وانسانا لإنه امن بنظرية المساواة بين البشر كقوله في الإنسان (ان لم يكن لك نظير في الدين فهو نظير لك في الخلق) .    

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1100  الاثنين 06/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم