أقلام حرة

بايدن .. ذلك الرجل المثير للجدل

ثم رئيسا للجنة الشئون الخارجية في مجلس الشيوخ ( 2007 – 2009 ) انه الشخصية الامريكية المثيرة للجدل جو بايدن البالغ من العمر 66 عاما.

 

كان جو بايدن صاحب المشروع الشهير لتقسيم العراق الى ثلاثة مناطق تتمع كل منها بحكم ذاتي، ذلك المشروع الذي صوت عليه الكونغرس الامريكي عام 2007 بنسبة 75% من اصوات الكونغرس التي يشكل الدميقراطيون فيها اغلبية واضحة.

 

ذات الرجل عاد للعراق في صيفه الساخن وبعيد الانسحاب الامريكي من المدن العراقية الذي يقع في اطار تنفيذ بنود الاتفاقية الامنية بين بغداد وواشنطن عاد هذه المرة بحلة جديدة تناقض ما تقدم به ودافع عنه من متبنيات ورؤى سياسية فيما يخص الحالة العراقية .. فبايدن جاء من اجل رص الصفوف واعادة ترتيب اوراق المصالحة الوطنية وتذكير السياسيين العراقيين ان الفوضى لن تكون خلاقة هذه المرة كما كانت في السابق، فزمن الفوضى الخلاقة قد ولى وعليه فلا تقف الولايات المتحدة الامريكية متفرجة لو ازداد الوضع سوءا على الصعيدين السياسي والامني المترابطين بشكل وثيق.

 

عامان فقط  كفيلتان بوضع بايدن في جبهتين مختلفتين تماما على صعيد التعاطي مع الملف العراقي .. الاولى جبهة التقسيم التي يرفضها تماما جيمس بيكر وجماعته التي تتمتع براي مسموع في امريكا، والثانية جبهة الوحدة التي كان بايدن من اشد المخالفين لها!

 

فكرة التقسيم كانت تلاحق بايدن حينما كان يمارس دوره كرئيس للجنة الشؤون الخارجية في مجلس الشيوخ ولكنه بدى بحلة اخرى تدعو للوحدة واتمام مشروع المصالحة الوطنية في العراق حينما اصبح نائبا للرئيس !

 

بعيد مغادرته العراق اثر زيارة وتصريحات مثيرتين للجدل وفي لقاء مع  شبكة أي بي سي الأميركية زاد بايدن الامور اثارة ومزيدا من التعقيد بعد سلسلة تصريحات على صعيد الملف العراقي  حينما قال: (ان المالكي طـلب مني أخبار القادة الأكراد أن دستورهم الذي تم تمريره في البرلمان الكردي يعيق التوصل إلى حل للخلافات).

 

اضافة الى جميع ما تقدم فان تصريحه الشهير فيما يتعلق بالحل العسكري من قبل اسرائيل لمعالجة الملف النووي الايراني (إن واشنطن لن تعارض أي تحرك إسرائيلي ضد إيران) ان ذلك التصريح سوف يخلط الاوراق من جديد وربما يؤشر مرحلة جديدة لمنطقة الشرق الاوسط تلك التي كانت ولا زالت تسمى بمنطقة الدخان.

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1100  الاثنين 06/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم