أقلام حرة

محاكمات فلسفية .... متى يحين أوانها في العراق

سئمت من المحاكمات والقضاة والشهود المختبئين ومن حكايات العذاب التي ترد في تلك المحاكمات والتي تفسد أية فرصة للتمتع بالحياة !!

ولكن الم يحن الوقت لإجراء نوع جديد من المحاكمات والتي اجتهدت في تسميتها بالفلسفية ؟؟

نعم هي فلسفية بمعنى إنها لا تحاكم على أفعال وردت بخصوصها نصوص في القانون العراقي بل على أفعال تركت أثارا مدمرة وخطيرة في وجدان الناس في العراق وتركت آثارا مدمرة على مستقبل التنمية في العراق وعلى البناء الثقافي والفكري للعراقيين.

لا بل تركت آثارا مدمرة حتى على النظام في مرحلة ما قبل العام 2003 الا أن أحدا لم يكترث لها في حينها ولم يكترث لها احد كثيرا بعد ذلك !!

أرى أن هنالك أحداثا ومواقف تستحق ان يحاكم فاعلوها محاكمات خاصة ينظمها ويلعب دور القضاة والادعاء العام فيها..نخبة من الفلاسفة أو المفكرين لأنها جرائم ذات طبيعة خاصة  تمس الإحساس بالذات وتهدم الكرامة من الداخل وتكرس الشعور بالدونية وتدمر منظومة القيم وتهدم الثوابت وتقلب المفاهيم   ......!

لا تكون العقوبات فيها بالشنق والقتل والسجن بل بأسلوب آخر مبتكر قد يكون:

نزع صفة الآدمية عن مقترفيها وتصنيفهم على نحو جديد

من يحاكم من قلب معاني الأشياء؟؟

من يحاكم من شوه عن عمد البيانات والمعلومات والأرقام وضلل حتى المسئولين  وصناع القرار؟

من يحاكم من قال أن الجياع متخمون وان الأيتام ليسوا كذلك؟

من يحاكم من قال أن النصر هزيمة وان التخلف تنمية؟؟

من يحاكم من قال أن التهريج فن رفيع وان الترهات شعر عظيم وأدب راق؟؟

من يحاكم من قال أن الشمال جنوبا وان الجنوب شمالا وان الغرب شرقا وان الشرق غربا؟؟

من يحاكم من أعاد تعريف الوطن والوطنية والانتماء ؟؟

وأخيرا أريد أن اصرخ صائحا: من يحاكم ألف مرة من أضاع من أعمارنا احلي السنين ؟؟؟

 

د.صلاح حزام

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1101  الثلاثاء 07/07/2009)

 

 

 

في المثقف اليوم