أقلام حرة

التغيير في المجتمع وليس الحزب فقط

المطلوب في جوهر وشكل واهداف وشعارات الاحزاب بما تتلائم مع المستجدات وما يفرضه العصر والتقدم الطبيعي في مجرى الحياة .

 

من المعلوم، ان التغيير الداخلي والانتقال من مرحلة الى اخرى داخل الحزب يتم بعدة طرق في جو ديموقراطي متجسد، اما عن العمل المباشر في المؤسسات الداخلية والعلاقات المرتبطة بينها استنادا على البرامج والمنهج الداخلي وبوسائل عديدة وافضلها المناقشات والبحوث والدراسات والجدالات الحرة عير المؤتمرات والاجتماعات الواسعة، او التوجه نحو الراي العام واثارته ودفعه نحو الضغط على مصادر القرار ومحاولة بناء المواقف الصريحة المباشرة . وبما ان الاحزاب الاصيلة منبثقة من رحم المجتمع فان اي تغيير واصلاح داخل اي حزب سوف يؤثر بشكل مباشر ولكن بطيء على ظروف المجتمع وما يهمه، اما التغيير الحاصل في المجتمع بنفسه سوف يؤثر بشكل سريع ومباشر على الاحزاب ويفرض التغير المتلائم مع الواقع المتغير الجديد في المجتمع، ولكي يستمد الحزب مقدارا مطلوبا من القوة والطاقة لاستمراريته وتقديم نتاجاته الى الشعب ولابد ان يكون عصريا ومتوائما ومتكيفا مع المرحلة التي يعيش فيه  .

 

ما يفرض نفسه على الواقع والوضع العام عند الصراعات الحزبية المتشددة هو الاستقطاب والتطرف في الانحياز لجهة دون اخرى من قبل المناصرين والمؤيدين، ويزيد من فرص الاحتكاك والخشونة في التعامل مع البعض، اما في الظروف الطبيعية الهائة سيكون التغيير والاصلاح والتقدم اسهل واوفر حظا ويكون الانتقال من مرحلة الى اخرى سلسة الحصول ومثمرة، اي التغيير والاصلاح المفضل هو الحاصل في البنية الاساسية وفي جوهر وجوف المجتمع قبل الحزب والمؤسسات الاخرى المرتبطة بالشعب . ولابد ان تكون هناك اتفاقات وشراكات طبيعية بين مكونات الشعب، وعند اي تغيير سيحصل البديل لكل الروابط الموجودة وعلى مراحل مختلفة، ويعتمد كليا على مجموعات من المساند الضرورية الهامة من المستوى الثقافي المطلوب وارادة وطاقة وقوة عمل النخبة والمثقفين والاكاديميين والايدي العاملة والكادحين، وعندما تكون الشراكة قوية تجلب معها التغييرات في الروابط الاجتماعية،و سوف ينسلخ المجتمع من القشرة الضيقة التي لا تلائم التطورات والمستجدات التي تحصل في المراحل المتعاقبة.

 

ان اراد الشعب التغيير الكلي الشامل والانتقال، لابد ان يعتمد على ما تتغير من الوسائل الضرورية المؤثرة على الاحزاب والمؤسسات المدنية والتربوية والعلمية المتعددة مع التواصل المباشر بما يجري في العالم من تبادل الخبرات والمعلومات والاليات المطلوبة التي تلائم ما يجري على الساحة في جو من السلام والوئام بعيدا عن التشنجات والمماحكات العديدة الموجودة في مجتمعاتنا، اي الهدف الرئيسي المطلوب تحقيقه ومن الاولويات هو ترسيخ ارضية التغيير وتوفير مستوجباته ومن ثم العمل في المجتمع بشكل عام وليس ضمن فئة او شريحة او طبقة دون اخرى .

 

و ان حدثت ما توفر الطريق لتستهل البدايات،ستكون الخطوة الاولى التي هي المهمة والسهلة المراس وعنده يمكن ان تؤثر على افراد المجتمع وبدوره يمكن ان يبنى جيل صحي مغاير، وتتاثربهم المؤسسات وتتغير بهم السلطات وسيشهد المجتمع واقعا جديدا مغايرا، وتنبثق منه التيارات والحركات والاحزاب التي تلائم العصر والواقع الجديد . اي اصل التغيير المطلوب بعد الاصلاحات المتعددة سيكون في المجتمع اولا .

  

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1102  الاربعاء  08/07/2009)

 

في المثقف اليوم