أقلام حرة

أفاعي الجفاف وفرسان الفساد..!

بعدما كانت تطعم ملايين الجياع، وفي نفس الوقت تكبر كروش وتثخن رقاب، وتنتفخ جيوب لا تشبع أبداً من بلع مليارات تكفي لحفر عشرات الآلاف من الآبار الارتوازية وبناء سدود وخزانات ستقضي على كل آثار لشحة المياه..

تخرج أفاعي الأهوار من جحورها بعد القطع السياسي والمبرمج للمياه من (كومتي الحجارة) الجارين الحبيبين جدا تركيا وإيران.. أما فرسان الفساد فيزدادون ويتكاثرون ويرفضون مغادرة دوائرهم الأنيقة والمكيفة، لأن ورق البنكنوت يتدفق بين أيديهم ويهطل على رؤوسهم، مثلما تهطل النكبات و الأزمات على رؤوسنا، ويحوّلون الأرصدة الخيالية إلى الجمعيات الخيرية في الصومال وأفغانستان..

تفحّ الأفاعي ضاحكة من موجات العواصف الترابية المجنونة التي تخنقنا وتقضي على آخر أنفاسنا، وتمر بفرسان الفساد أمواج العقود والمناقصات والمزايدات لتزيد من عدد ملاعب الغولف التي يشترونها في جنان عدن الأوربية..

الأفاعي تقرصنا وتلدغنا وتنفث فينا سمومها وتشاركنا ما تبقى من أمجاد زراعية وحيوانية، أما فرسان الفساد لا يقرصون ولا يلدغون، لكنهم يقتلوننا بالريموت كونترول، وبجرة قلم وتوقيعٍ تافه.. 

و كم أتمنى، أن يتم وضع أفاعي الجفاف في حوض نهر دجلة، وفرسان الفساد في حوض الفرات.. ونتركهم يتدحرجون حتى يلتقون في شط العرب لقاء الأحبة، ويلدغوا بعضهم البعض كيفما شاءوا..

ورغم إنني اعتقد إن عضات فرسان الفساد أكثر سميّة واشد فتكاً، لكنني اعتقد إنهم لن يهزموا الأفاعي بسهولة..

واقترح أن يتم توجيه ضربة نووية مصغرة إلى ساحة المعركة بين الأفاعي وفرسان الفساد، لأنه حينذاك، حينذاك فقط، سيتنفس الشعب العراقي الصعداء بخلاصه من الأفاعي الرقطاء، والأفاعي المرتدية للقاطات ذوات أربطة العنق الأنيقة، ناهيك عن خلاصنا من الأفاعي التي تغيّر جلدها حسب الموسم..!!

وبعدها سترقص شهرزاد للصباح، مع العامل والفلاّح.. رقصاً لا يشبه رقص (الكاولية) في مكتب مستشار الوزير (الردّاح)..!!

 

[email protected]

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1102  الاربعاء  08/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم