أقلام حرة

العراق وامريكا

 والاخر اعترض على محتواها مستندا الى الدستور والقانون العراقي ، والبعض الاخر بنى عليها امالا عريضة بالذات في مشروع المصالحة الوطنية ، اما المستوى الشعبي فقد  ظل الناس يترقبون ما سيحدث وما ستبثها القنوات  الفضائية ، من اخبار تتعلق بالوضع العام للبلد ، فخرج البعض متظاهرا والاخر مستنكرا من مكانه وهكذا . هذه الردود السياسية والشعبية  حول زيارة بايدن جاءت بسبب ما تركه من انطباع سييء في فترة سابقة حين تبنى مشروع تقسيم العراق والذي تعرض بدوره الى انتقادات كبيرة رغم تزامنه في وقت اصعب الاوقات التي مر بها العراق .

فالقلق الامريكي بشان المشروع السياسي في العراق واضح جدا، وما اعلنه الرئيس اوباما من ان الادارة الامريكية تبحث عن توافق سياسي في العراق بين الكتل والحركات داخل العملية و خارجها وهذا ما ازعج الكثير من ان هناك اشارات امريكية لا ستقطاب  بعض البعثيين  ضمن مشروع المصالحة الوطنية وهذا ما جوبه بالرفض هذا التوفق السياسي والمصالحة يضمن استقرار الاحوال والامور الامنية من وجهة نظرامريكية لانها لم تعد تود البقاء في النطاق الامني بشكل رئيسي فكان الالتزام النوعي بالخطوة الاولى من الانسحاب وهذا ما اعلنه بايدان خلال لقائه المسؤولين العراقيين عليكم تحمل مسؤلية الامن بصورة كاملة .

 ومن خلال مراة عاكسة لما حدث ويحدث في العراق وتزامن الزيارة مع جولة التراخيص الاولى والتي لم تكتمل بعد وزيارة رئيس الوزراء الفرنسي وعقده اتفاقيات عدة مع العراق وهناك بوادر بزيارة لقادة دول اخرى الى البلد والبحث عن موطئء قدم لهم من خلال مشاريع الاعمار والبناء والاستثمار في المجالات النفطية والصناعية والزراعية والسياحية .

كذلك الارقام الكبيرة التي تعلن حول تكلفة الحرب في العراق واخرها الاحصائية التي تقول انها قد تعدت حاجز 650 مليار دولار وهو رقم ليس بهين خصوصا في ظل الازمة الاقتصادية العالمية الحالية وما تركتها من اثار سلبية على الاقتصاد الامريكي ، اضافة الى ما ادلى به نائب الرئيس الامريكي السابق دك تشيني من اننا نخشى ان نخرج خالي الوفاض من العراق بعد ما تحملناه من خسائر اقتصادية وعسكرية .

اذا امريكا تبحث عن دور جديد وحسبما اعلنه بايدان سيكون دورا سياسيا دبلوماسيا يعمل على تقريب وجهات النظر بين الاطراف العراقية من اجل دفع العملية السياسية والديمقراطية في البلد ولحجز مكان مهم ومؤثر للشركات الامريكية والشركات الاسيوية التي تعمل براس مال وتموين امريكي او التي لها شركة مع شركات امريكية في مشاريع النفط والاعمار فالزيارة تاخذ ابعادا عدة وتصورات كثيرة عبر ما ارسله بايدان من مسجات في وسائل الاعلام خلال لقائه القادة العراقيين وتبابين تلك المسجات  من لقاء لاخر حسب طبيعة ووظيفة كل مسؤول وهذا ما يجعل بعض القلق يتسلل الى دواخلنا مما تخبئه ايام بايدان القادمة في البيت الابيض وما سيعمل به من خلال الاشراف على السياسية الامريكية في العراق خصوصا بعد تعهدات وتطمينات قدمتها الادارة الامريكية بخصوص العمل على اخراج العراق من البند السابع رغم ما يليقيه هذا المشروع من رفض من قبل الكويت والسعودية واطراف اخرى لكن تبقى امريكا اللاعب الاول بخصوص قرار اخراج العراق من طائلة البند السابع،لكن يبقى ثمن ذلك مجهول .

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1102  الاربعاء  08/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم