أقلام حرة

كردستان اقليم يريد المزيد والمزيد

تحالفات الاخرين مع الاخرين الذين هم اطراف داخلية او خارجية وهكذا دواليك .

وما يحدث في كردستان ليس طبيعي بكل المقاييس أبتداءا من الحكم الذاتي منذ حكم الطاغية الذي جعل المواطن الكردي البسيط لا يلتفت الى العراق على انه وطنه بل جعل توجهه يكون على ان العراق وكردستان وكأنهما جاران  وليس هذا جزء من ذاك ... وهذا مؤشر خطير للاجيال القادمة من حيث أيجاد فجوة بين كردستان وبين العراق بدليل عندما نشاهد تظاهرة او تجمع كردي في اي دولة بالعالم لا احد يفكر ان يرفع العلم العراقي لا يشعرون ان هذا علمهم فقط يرفعون علم كردستان لانه يمثلهم حتى عندما يسئلهم احد ما عن وطنهم يقولون نحن من كردستان .

وهذا ليس بغريب عما نسمعه ونشاهده لتصريحات بعض المسؤولين وهي بالحقيقة لا تنتمي للوطنية بأي صلة مثلاً الحديث من المظلومية التاريخية للأكراد وكأنها لعنة سقطت على العراق والعراقيين ويجب ان يدفع العراقيين ثمن كل الظلم الذي اصابهم على مر التاريخ والسؤال المهم هنا هو من يُنصف العراقيين هم عانوا ألأمرين ايضا ؟ ثم لماذا يتصرفون وكأنهم حكومة مستقلة بمعنى عقود النفط والصفقات التجارية التي تعقدها حكومة كردستان مع دول اخرى وكثيرا ما فاجئت الحكومة المركزية كما حدث قبل فترة بسيطة ... ناهيك عن حديث البعض الدائم عن التهديد حيث يشعرك بانه موجود وقادم في اي لحظة وان كل جهودهم هي بالحقيقة حماية مواطنيهم وحماية قوميتهم من هذا الهجوم المفترض طبعا لا احد يعرف متى ياتي هذا الهجوم او من اين او كيف ولكنهم يلعبون على هذا الملف لأنه يجعلهم يتخذون كل القرارات الخاصة بهم دون الرجوع الى الحكومة المركزية .

ومن اغرب الاشياء في كردستان هو قانون الاقامة بالنسبة للعراقيين لان العراقي يحصل على اربعة عشر يوماً فقط (وبتزكية من قبل احدهم طبعا) غير قابلة للتجديد او التمديد كذلك لا يمكنه شراء بيت للسكن او لا يستطيع ان العمل او تفتح مشروعاً صغيرا !!! تخيلوا قوانين دول الجوار على علاتها افضل من قانون كردستان بالنسبة للعراقيين ,بينما تجد الكردي يتنقل بجميع انحاء العراق ويستطيع العيش والعمل في اي محافظة هل يمكن لأحد ان يقول عكس هذا الكلام ... اما بالنسبة للجنسيات الاخرى ( الامريكية مثلا لاني متاكد منها 100 % ) فان اول ما يحصل عليه الزائر الامريكي هو ثلاث اشهر قابلة للتجديد ويستطيع ان يمددها اذا اراد ذلك لانه مرحب به في جميع الاوقات ... كل هذا يهون امام دستور كردستان والتصويت علية هذا الشهر من قبل الشعب الكردي ولأن هذا الدستور يحمل الكثير من الغرائبيات اهمها الحدود التاريخية للأقليم الكردية والتي تمتد الى الكوت (المشكلة لو وصلت الحدودهم الى الحي ومنها الى الشطرة وستنتهي عند الجبايش) وكيف أدخلوا كركوك في حدودهم وجزء من نينوى ومندلي وغيرها من المناطق التي لن تتمتع بخيرات كردستان فقط للحصول على موطئ قدم وتوسعته قدر الأمكان على خارطة العراق .

يجب على الحكومة ان تقول كلمتها وان تتصرف على اساس وحدة العراق والكف عن اثبات حسن النية اتجاه الاخرين كذلك التعرف على ماذا يعتمد الجميع في طروحاتهم وفي قراراتهم ويجب ان تخضع علاقاتهم مع الاطراف الخارجية لموافقة الحكومة المركزية والا من ممكن ان تؤخذ في حسابات أخرى ... وسؤالي للحكومة هو هل ان جميع مكونات المجتمع العراقي تريد ان تثبت حُسن نيتها امام الاخرين ام فقط حكومتنا؟ والاخرين هنا هل هم العراقيين ام الاطراف الخارجية؟ معالجة المشاكل الداخلية المصيرية في العراق لا تدخل ضمن حسابات الطائفية المقيتة وغيرها من المصطلحات الدخيلة على الشخصية العراقية ولكنها تدل على انها قوية وهي قادرة على حفظ العراق وخارطته.

 

صادق العلي

[email protected]

 

............................

الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1103  الخميس  09/07/2009)

 

 

في المثقف اليوم