أقلام حرة

العراق.. فلسطين.. لا يؤلم الجرح الا من به الم

كما هو حال المنتخبات الاخرى في ذات الوقت كان الفنان العراقي الهام المدفعي يرد الجميل للجانب الفلسطيني باعتباره الفنان العربي الوحيد المشارك في مهرجان فلسطين الدولي للموسيقى والذي يهدف هو الاخر لفك العزلة عن الشعب الفلسطيني خصوصا وان هذه المهرجان ياتي في اطار اختيار القدس عاصمة للثقافة العربية عام 2009.

 

لا يؤلم الجرح الا من به الم.. هكذا بادر الجريحان لتضميد جراح بعضهما للبعض الاخر في تادية ادوار نبيلة متبادلة لا يثمّن قيمتها الا من تجرع طعم الالم.

 

انها مبادرات تلقى الاستحسان وتتأتّى في سياق اعادة تشكيل ملامح جديدة للعلاقات بين البلدين بعدما كانت العلاقات بين فلسطين والعراق فريسة لشعارات صدام حسين الذي كان يتاجر كثيرا بالقضية الفلسطينية.

 

ان العرب اختاروا القدس عاصمة للثقافة العربية وتوقفت جهودهم الى هذا الحد، فلم يرتقوا لاستحقاقات هذا الاختيار الذي يتطلب حضورا ثقافيا، فنيا و سياسيا متوازنا مرنا يسير بالقضية الفلسطينية نحو توجّه عقلاني بعيدا عن غوغائية الشعارات التي دفع ضريبتها كثيرا العرب والفلسطينيون.

 

في ختام هذه الوقفة نتمنى ان لا يبقى الهام المدفعي هو المشارك العربي الوحيد في الفعاليات الفنية والثقافية التي  يدعو اليها المعنيون في فلسطين، وفي المقابل نتمنى ايضا ان لا تبقى زيارة المنتخب الفلسطيني بكرة القدم هي الزيارة العربية اليتيمة الى العراق.. في وقت سوف يكون الجمهور العراقي على موعد مع لقاء ودي يجمع بين المنتخب العراقي ومنتخب تانزانيا (الشقيق) يوم 12 آب القادم على ملعب الشعب الدولي.

 

جمال الخرسان

كاتب عراقي

[email protected]

 

 

 

 

 

في المثقف اليوم