أقلام حرة
المالكي والمسارات المستقبلية الحرجة
الوزراء حراكا خفيا تشارك فيه ألان زعامات سياسية ودينية ودوائر مخابراتية مهتمة بالشأن السياسي العراقي استعدادا للانتخابات البرلمانية المقبلة
مثلت عقدة منصب رئيس الوزراء المحور والمحرك الأساسيين في حيثيات هذا الحراك الخفي الذي بدء يعبر عن نفسه بممارسات غير ودية واتهامات متبادلة بالفساد والسرقة بين قوى قائمة الائتلاف العراقي الموحد وخصوصا بين حزب الفضيلة والمجلس الأعلى من جهة وحزب الدعوة من جهة أخرى، وربما يتحول مع اقتراب موعد الانتخابات البرلمانية إلى ممارسات ذات طابع غير سلمي بين هذه القوى وهي في عمومها قوى شيعية فقط
وأدى ذلك إلى تصدع ملحوظ في قائمة التحالف الشيعي وفشل جميع المحاولات المتكررة التي تبذلها إيران بمؤسساتها الدينية والمخابراتية من اجل الحد من تصاعد وتيرة هذا التصدع وبث الروح في جسد التحالف الشيعي وإعادته موحدا مرة أخرى
لا شك إن السيد نوري المالكي هو الشخصية الأقوى في حلبة الصراع على منصب رئاسة الوزراء والأقرب لهذا الهدف من بقية الشخصيات المتنافسة بسبب اتساع شعبيته التي أكدتها نتائج انتخابات مجالس المحافظات الماضية، لكن المعطيات الموضوعية لا تؤكد حتمية فوز المالكي بولاية ثانية بل على العكس هناك حالة من العسر السياسي بدئت ملامحها تتبلور منذ فترة قصيرة، يمكنها أن تودي بنتائج الانتخابات البرلمانية المقبلة وتحتم على الجميع الذهاب إلى إجراء انتخابات مبكرة أخرى
إن أهم أسباب نشوء حالة العسر السياسي الآنفة الذكر هي :
السيد المالكي أدرك من جانبه استحالة حصوله على هذا العدد من مقاعد البرلمان المقبل وبالتالي أدرك عجزه عن تحقيق النصاب الدستوري ألازم للفوز بولاية ثانية، وانطلاقا من هذا الإدراك قدم مقترحا لاستبدال آلية إنتاج الحكومة (البرلمانية) بآلية الانتخابات الرئاسية، لكن هذا المقترح اصطدم برفض قاطع من بقية القوى المشاركة في العملية السياسية الأمر الذي دفع السيد المالكي إلى التحول لتبني مشروع قائمة وطنية غير طائفية في محاولة للحصول على حلفاء من خارج الصف الشيعي
وإذا ما تجاهلنا الأزمة التي عانت منها مؤخرا شعبية السيد المالكي ومعه حزب الدعوة عموما بسبب فضيحة وزير التجارة واتهام وزراء آخرين من هذا الحزب بالفساد والسرقة من قبل لجنة النزاهة في البرلمان التي يقودها حزب الفضيلة وأخذنا بنظر الاعتبار فقط ما تحقق لقائمة المالكي من مقاعد في مجالس المحافظات سنجد إن السيد المالكي ربما سيحرز 80-85 من مقاعد البرلمان المقبل تقريبا
وهذه النتيجة وان كانت تعتبر انتصار كبير جدا لم يتحقق لأحد من السياسيين منذ بداية العملية السياسية الجديدة في العراق لكنها بموجب آليات الدستور لا تكفي لفرض المالكي رئيسا للوزراء مرة أخرى
وبموجب ما تقدم يبقى المالكي بحاجة إلى إقامة تحالفات ناجحة مع قوى من خارج كتلته قادرة على أن تؤمن له النصاب الدستوري (184 مقعد)ألازم لإنتاج حكومة جديدة والفوز بولاية ثانية
إمكانية إقامة تحالفات من هذا النوع في ضل ظروف التحاسد والمناكدة الحالية تبدو أمرا صعب المنال بالنسبة للمالكي، ومن خلال استعراض مواقف الكتل الكبيرة القادرة على حيازة مثل هذا العدد من المقاعد تتضح صورة الموقف المستقبلي لزعامة المالكي ولعموم العملية السياسية
المجلس الإسلامي الأعلى:
الجعفري:
التحالف الكردستاني:
القوى السنية :
القائمة العراقية:
ومن خلاصة ما تقدم نجد جميع الكتل السياسية ستكون عاجزة عن بناء تحالف قادر على تحقيق النصاب الدستوري اللازم لإنتاج حكومة جديدة
............................
الآراء الواردة في المقال لا تمثل رأي صحيفة المثقف بالضرورة، ويتحمل الكاتب جميع التبعات القانونية المترتبة عليها. (العدد: 1105 السبت 11/07/2009)